أحيت مؤسسة "هوية" بالتعاون مع جمعية "أغاريد"، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، من خلال محاضرة تفاعلية حملت عنوان "فلسطين ومقاومة مشاريع الاحتلال"، وذلك ضمن فعاليات حملة "انتماء" في شهر أيار/مايو 2025، بهدف تعزيز التمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس والتزييف.
واحتضنت قاعة في منطقة وادي الزينة هذه الفعالية التي شكّلت جرعة مركّزة من الوعي الوطني والرواية الفلسطينية الأصيلة، حيث تناول العرض المقدم من القائمين مسار الاستيلاء على فلسطين منذ بدايات المشروع الصهيوني، انطلاقاً من قرية الجاعونة التي احتلت عام 1878، باعتبارها نموذجاً أولياً للاستيطان الاستعماري.
وتطرقت المحاضرة إلى أبرز المحطات التي أسهمت في تمكين المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، مركّزة على تحوّل البؤر الأولى إلى كتل استيطانية متسارعة، في ظل غياب الموقف الدولي الفاعل وتواطؤ القوى الاستعمارية.
كما استعرضت المحاضرة أشكال المقاومة الفلسطينية الممتدة منذ النكبة، وأبرزت صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال رغم التهجير والمجازر، سواء داخل فلسطين المحتلة، أو في مخيمات اللجوء والشتات، حيث شكلت الرواية الشفوية والمرئية محوراً رئيسياً للعرض، مع الاستعانة بمواد أرشيفية نادرة ومداخلات حيّة أضافت بعداً عاطفياً وشهادات حيّة.
وشهد اللقاء لحظة مؤثرة حين علت أصوات الأناشيد التراثية الفلسطينية، وتفاعلت معها النساء المسنّات بزغاريد اختلطت بالبكاء، في مشهد استعاد فيه الحضور أسماء القرى المهجّرة، ليؤكد أن النكبة، رغم مرور 77 عاماً، ما تزال حاضرة في الوجدان الفلسطيني.
وفي ختام الفعالية، كرّمت المؤسستان المشارِكات بهدايا رمزية، لا سيما الأخوات اللواتي أجَبن على أسئلة تمحورت حول شخصيات وطنية بارزة في تاريخ النكبة والمقاومة، في إطار سعي المنظمين لربط الأجيال الجديدة بسير المناضلين والمناضلات الذين جسّدوا رموز الصمود والتضحية.
