شهد مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، اليوم الخميس 15 أيار/مايو 2025، إضرابًا عامًا شمل المؤسسات التعليمية والإدارية التابعة لوكالة "أونروا"، ورياض الأطفال، والجمعيات والمراكز المجتمعية، وذلك استجابة لدعوة أطلقتها الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والحركات الوطنية في منطقة الشمال، لإحياء الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية.
وجاء هذا الإضراب في سياق "يوم غضب" دعت إليه الفصائل، وأكد فيه البيان المشترك أن ذكرى النكبة ستبقى حاضرة في الوعي الفلسطيني جيلاً بعد جيل، وأن حق العودة إلى أرض الآباء والأجداد هو حق غير قابل للتصرف، ولا يسقط بالتقادم، ولا يمكن التنازل عنه بأي حال.
واعتبر البيان أن إحياء الذكرى هو تجديد للعهد مع فلسطين، واستحضار لروح الصمود في وجه الاحتلال والمنفى، ورسالة متجددة بأن نكبة عام 1948 ما تزال مستمرة، بصور وأدوات مختلفة.
رسالة غضب إلى "أونروا" والمؤسسات الدولية
وفي تصريح خاص لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال أمين سر اللجنة الشعبية الدوري في مخيم نهر البارد، أبو نزار خضر، إن الإضراب في المخيم هو تعبير عن الحزن والغضب الشعبي، ورسالة موجهة إلى وكالة "أونروا"، التي لم تُدرج ذكرى النكبة ضمن المناسبات التي يعطّل فيها العمل، رغم رمزيتها التاريخية والوطنية الكبرى بالنسبة للفلسطينيين.
وأضاف: "هذا يوم أليم، نرفع فيه الرايات السوداء إلى جانب الأعلام الفلسطينية فوق الأسطح والنوافذ والمدارس والمحال التجارية، تعبيراً عن الحداد والوحدة والتمسك بحقوقنا الوطنية. ومن واجبنا أن نُشعر 'أونروا' وكل المؤسسات الدولية بأن هذا اليوم ليس عادياً، بل هو جرح نازف في الذاكرة الفلسطينية".
وأشار خضر إلى أن الفصائل واللجان الشعبية وجهت دعوات للمشاركة في مسيرات الغضب المقررة عصر اليوم في مخيمي نهر البارد والبداوي، حيث من المقرر أن تنطلق الوقفة في نهر البارد عند الساعة الخامسة مساءً من أمام "لفظة الجلالة"، وبالتوقيت نفسه من أمام محطة سرحان في مخيم البداوي.
وتعد هذه الوقفات جزءاً من سلسلة فعاليات سنوية لإحياء الذكرى، تشمل مهرجانات وطنية، وندوات توعوية، وزيارات ميدانية للمدارس لتثقيف الطلاب حول النكبة ومعانيها في الوعي الفلسطيني الجمعي.
وفي كلمته، شدد خضر على أن مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون" أثبتت فشلها، مشيرًا إلى أن الأجيال الجديدة تواصل حمل راية فلسطين بكل عنفوان. وقال: "أطفالنا يرفعون العلم الفلسطيني في كل مكان، وشبابنا لم يترددوا في تقديم أرواحهم من أجل القدس وغزة وحق العودة، حتى على الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث كتبوا بدمائهم أبهى صور الوفاء لفلسطين".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني في لبنان وسائر مناطق الشتات لا يزال يتمسك بحق العودة، ويؤكد في كل محطة وطنية أن لا بديل عن العودة إلى الديار الأصلية، وأن النكبة لن تُختزل إلى ذكرى عابرة، بل ستظل مصدرًا متجددًا للوعي والكفاح حتى التحرير.
يشار إلى أن مخيم نهر البارد، كما سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان، يحيي سنويًا ذكرى النكبة في 15 أيار/مايو، بمشاركة واسعة من الأهالي والمؤسسات، وسط أجواء من الحداد الوطني، والمشاعر الجياشة التي تعكس وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.