استشهاد ثلاثة معتقلين من غزة في سجون الاحتلال

103 شهداء في مجازر متواصلة بغزة وخروج المستشفى الأوروبي عن الخدمة

الخميس 15 مايو 2025
ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، اليوم الخميس 15 أيار/مايو، إلى 103 شهداء، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، جراء سلسلة غارات جوية عنيفة شنّتها طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الفجر، مستهدفة منازل مأهولة بالسكان وخيام نازحين في مناطق متفرقة من القطاع، تركزت بشكل خاص في مدينة خان يونس جنوبًا، ومخيم جباليا شمالًا.
وفي أحدث مجزرة ارتكبها الاحتلال صباح اليوم، استشهد 15 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 11 طفلاً وامرأة، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، في قصف استهدف مصلى وعيادة طبية في منطقة الفاخوري بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
واستهدفت الغارات مصلى "التوبة" وعيادة طبية مجاورة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، وسط دمار واسع في المكان. وجرى انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، بينهم أطفال كانوا يتلقون العلاج ونساء كنّ يشاركن في الصلاة.
وفي قصف منفصل استهدف منطقة "السكة" شرق جباليا، استشهد فلسطيني، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين تحت الركام في مناطق متفرقة من المخيم.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح جرّاء استهداف طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدينة حمد شمال غرب المدينة.
كما استُشهد ثلاثة فلسطينيين، بينهم شقيقان، في قصف جوي استهدف حي التفاح شرق مدينة غزة.
وأعلنت مصادر طبية في القطاع أن حصيلة الشهداء منذ ساعات الفجر بلغت 103 شهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء الغارات المتواصلة على مناطق متفرقة من القطاع.
وقد تسببت الغارات، التي وصفت بأنها من الأعنف منذ أسابيع، بمجازر جماعية ودمار هائل في البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين، وسط تصاعد المخاوف من كارثة إنسانية شاملة في ظل استمرار الحصار والانهيار شبه الكامل في القطاع الصحي.
ووفق ما أفاد به المركز الفلسطيني للإعلام، فقد استهدفت طائرات الاحتلال فجر اليوم ثمانية منازل في مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا وإصابة ما لا يقل عن 100 آخرين، كما طال القصف 13 منزلًا وخيمة للنازحين في المدينة.

وفي بلدة خزاعة شرق خان يونس، أصيب عدد من المدنيين في قصف نفذته طائرة مسيرة استهدفت مجموعة من الفلسطينيين، فيما استشهد آخرون في قصف على منطقة السلاطين بمدينة بيت لاهيا شمال القطاع.

وفي بلدة جباليا، استشهد سبعة فلسطينيين في غارة جوية استهدفت منزلًا مأهولًا بالسكان، ما رفع عدد الشهداء المسجلين حتى ساعات الظهيرة إلى 86، وسط تحذيرات من ارتفاع الحصيلة؛ بسبب وجود إصابات حرجة تحت الأنقاض وفي المستشفيات.

مستشفى غزة الأوروبي خارج الخدمة
وفي تطور خطير، أعلنت وزارة الصحة في غزة خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة بالكامل، جرّاء الأضرار الجسيمة التي لحقت به بفعل الاستهدافات "الإسرائيلية" المتكررة.
وأوضحت الوزارة أن القصف ألحق أضرارًا كبيرة بخطوط الصرف الصحي، والأقسام الداخلية، ودمّر الطرق المؤدية إلى المستشفى، ما جعل من المستحيل مواصلة تقديم الرعاية الطبية في ظل المخاطر التي تهدد الطواقم والمرضى.
ويُعد مستشفى غزة الأوروبي آخر المرافق الطبية التي كانت تقدم خدمات تخصصية مثل جراحة الأعصاب، جراحة الصدر، القسطرة القلبية، وجراحة القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى خدمات العيون. كما يشكّل المستشفى الملاذ الوحيد لمرضى السرطان في غزة، بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي، ويُتابع فيه المرضى بروتوكولاتهم العلاجية.
وأكدت الوزارة أن توقف المستشفى عن العمل يعني حرمان آلاف المرضى من العلاج وتدهورًا خطيرًا في حالتهم الصحية. ويضم المستشفى: 28 سريرًا للعناية المركزة، 12 حضّانة أطفال، 260 سريرًا مبيتًا، 25 سريرًا للطوارئ، و60 سريرًا مخصصًا لمرضى الأورام—allها خرجت عن الخدمة بشكل كامل، ما يُعمّق من الكارثة الصحية التي يعيشها القطاع المحاصر.
وزارة الصحة: 82 شهيدًا و152 إصابة في غزة خلال 24 ساعة..
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، صباح اليوم الخميس 15 أيار/مايو 2025، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية جثامين 82 شهيدًا، بينهم 77 شهيدًا قضوا في غارات الاحتلال الأخيرة، إضافة إلى 5 شهداء جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إلى جانب 152 إصابة بجروح متفاوتة.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن الحصيلة الأولية للعدوان المستمر منذ فجر اليوم وحتى لحظة صدور البيان بلغت 54 شهيدًا وعشرات الإصابات، جراء المجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين في أنحاء متفرقة من القطاع.
ولفتت الوزارة إلى أن عددًا من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم بفعل الاستهداف المباشر وتعطيل فرق الإنقاذ.
ووفق الإحصائية الرسمية، ارتفعت حصيلة العدوان على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 53,010 شهداء و119,998 إصابة.
كما أشارت وزارة الصحة إلى أن عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ 18 آذار/مارس 2025 فقط، بلغ 2,876 شهيدًا، فيما وصلت حصيلة الإصابات إلى 7,957 إصابة، ما يعكس شدة التصعيد الجاري منذ منتصف شهر آذار.
مؤسسات الأسرى: استشهاد ثلاثة معتقلين من غزة في سجون الاحتلال
كما أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية عن استشهاد ثلاثة معتقلين من قطاع غزة داخل سجون ومعسكرات الاحتلال "الإسرائيلي"، وهم: أيمن عبد الهادي قديح (56 عامًا)، بلال طلال سلامة (24 عامًا)، ومحمد إسماعيل الأسطل (46 عامًا).
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، في بيان مشترك، إنها تلقت ردودًا من جيش الاحتلال تفيد باستشهاد المعتقلين الثلاثة، دون الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بظروف استشهادهم، مؤكدة أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، وتشكل وجهًا آخر من أوجه الإبادة المستمرة التي يتعرض لها المعتقلون، لا سيما معتقلو قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن قضية معتقلي غزة ما تزال تمثل أحد أبرز ملفات الجرائم المنظمة التي تمارسها منظومة السجون "الإسرائيلية"، وتشمل التعذيب الجسدي والنفسي، التجويع، الإهمال الطبي، والاعتداءات الجنسية، لافتًا إلى أن الإفادات التي قدمها المعتقلون المفرج عنهم من غزة كشفت عن حجم الفظائع التي يتعرضون لها يوميًا.
وأكدت المؤسسات أن الردود التي ترد من جيش الاحتلال حول استشهاد المعتقلين تكون مقتضبة، ولا تتضمن سوى تاريخ الوفاة، وغالبًا ما يُلاحظ وجود محاولات تلاعب في المعلومات، ما اضطر بعض المؤسسات الحقوقية للجوء إلى القضاء في محاولات لكشف مصير الأسرى.
وبحسب البيان، فإن الشهيد أيمن قديح اُعتقل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستشهد بعد خمسة أيام، بتاريخ 12 تشرين الأول، في حين استشهد بلال سلامة، الذي اعتقل خلال نزوحه من خان يونس في آذار/مارس 2024، بتاريخ 11 آب/أغسطس 2024. أما الشهيد محمد الأسطل، فقد اعتقل في 7 شباط/فبراير 2024، واستشهد في الثاني من أيار/مايو الجاري.
وباستشهادهم، ترتفع حصيلة الشهداء من الأسرى والمعتقلين الذين عرفت هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة إلى 69 شهيدًا، من بينهم 44 شهيدًا من قطاع غزة. كما يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 306 شهداء، في حين تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين عدد غير معلوم من المعتقلين الغزيين وتخفي هوياتهم.
وشددت المؤسسات على أن آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يواجهون خطر "القتل البطيء" من خلال التعذيب، والإهمال الطبي، وانتشار الأوبئة مثل مرض الجرب (السكايبيوس)، الذي تسبب فعليًا باستشهاد عدد من المعتقلين، وتحول إلى أداة للتعذيب.
وأكد البيان أن هذه الانتهاكات، وعلى رأسها التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج، هي الأسباب المباشرة لوفاة عدد كبير من الأسرى، محذرًا من أن استمرارها ينذر بارتفاع أكبر في عدد الشهداء، في ظل غياب أي حماية دولية أو مساءلة فعلية للاحتلال.
وحملت المؤسسات سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقلين، مجددة دعوتها إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومحايد في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى، والمضي قدمًا في محاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب، وفرض عقوبات دولية فعّالة تضع حدًا لحالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها الاحتلال.
وختم البيان بالإشارة إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية أيار/مايو الجاري تجاوز 10,100 أسير، من بينهم 37 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، إضافة إلى 3,577 معتقلاً إدارياً، و1,846 معتقلاً من غزة صنّفهم الاحتلال كـ"مقاتلين غير شرعيين"، مع التأكيد على أن هذا العدد لا يشمل كافة معتقلي غزة، خاصة أولئك المحتجزين في معسكرات الجيش.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد