عاد التوتر الأمني ليخيّم من جديد على مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت جراء اشتباكات اندلعت منذ أمس الأحد على خلفية خلافات بين مروجي المخدرات، أسفرت عن مقتل شخص على الأقل.
وقال مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن شارعي الهلال والقيادة العامة شهدا بعد عصر اليوم الاثنين 19 أيار/ مايو، اشتباكات ضارية استخدمت فيها الأسلحة الفردية والقنابل اليدوية، وأسفرت عن احتراق محل تجاري وإصابة ثلاثة أشخاص بجراح طفيفة على الأقل، إلى جانب تقارير غير مؤكدة عن إصابة مدني خارج المخيم برصاصة طائشة، ولم تُسجل أي حالات وفاة جديدة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بحسب مراسلنا.

وأشار مراسلنا، إلى عدم وجود قتلى حتى اللحظة، فيما رشحت أنباء إصابة مدني في منطقة صبرا المجاورة لا علاقة له بالإشكال برصاصة طائشة، الا انها معلومات ليست مؤكدة وفق مراسلنا، فيما شهدت منطقة الاشتباك، حركة نزوح كثيفة ومناشدات عاجلة من أهالي المخيم ومحيطه لتدخل الجيش اللبناني وفرض الأمن.
واسفر الاشتباك، عن أضرار مادية لحقت بمحال تجارية وبنى تحتية، جراء الاستخدام الكثيف للرصاص والقنابل في الأزقة الضيقة، كما تسبب في حالة رعب كبيرة بين الأطفال خصوصاً، وسط محاولات من الأهل إخراج أطفالهم من منطقة الاشتباك.
وتأتي هذه الاشتباكات استكمالاً لتوتر اندلع يوم أمس الأحد، عقب مقتل الشاب الفلسطيني السوري مروان الخطيب، المنحدر من مخيم اليرموك، متأثرًا بإصابته برصاصة في الرأس خلال إشكال فردي تطوّر إلى اشتباك مسلح على خلفية قضية ترويج للمخدرات.
اقرأ/ي الخبر: مقتل فلسطيني في مخيم شاتيلا إثر اشتباك على خلفية ترويج المخدرات
وقال أبو النور الخطيب، عضو اللجان الشعبية في المخيم، لموقع"بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الاشتباك اندلع قرب مركز "أحلام لاجئ" نتيجة خلاف شخصي قديم بين شخصين مرتبطين بشبكات ترويج المخدرات، وسرعان ما تطوّر إلى إطلاق نار كثيف، مضيفًا أن "الخلاف ليس وليد اللحظة، بل امتداد لتوترات سابقة، لكن الاشتباك الأخير هو الأعنف منذ أشهر".
وأكد الخطيب أن التوتر يعكس حالة الانفلات الأمني المتفاقم داخل المخيم، في ظل غياب أي سلطة ضابطة أو رادعة، ما يترك السكان عرضة للعنف المسلح، كما أعاد التوتر مشاهد القلق والخوف إلى شوارع المخيم، ودفع العديد من العائلات إلى النزوح المؤقت نحو مناطق أكثر أمانًا.
من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يوم الأحد 18 أيار/مايو، تعليق خدماتها مؤقتاً داخل مخيم شاتيلا، في ضوء تصاعد التوترات الأمنية ومقتل لاجئ فلسطيني من سوريا.
وذكرت الوكالة في بيان أن التعليق يشمل إغلاق مدرسة رام الله، وإغلاق المركز الصحي مع نقل كادره الطبي إلى عيادة بيروت المركزية، وتقليص خدمات النظافة لتقتصر على مناطق بعيدة عن الاشتباكات، على أن يُعاد تقييم الوضع لاحقا.
اقرأي/ الخبر: "أونروا" تعلّق خدماتها مؤقتًا في مخيم شاتيلا وتجلي طاقمها الصحي
وكان مخيم شاتيلا قد شهد بين عامي 2018 و 2020 تحركات شعبية واسعة ضد ظاهرة تفشي المخدرات، بما في ذلك مظاهرات ومبادرات شبابية وأهلية طالبت بإنهاء الظاهرة المتفشية في أزقة المخيم.
وتصاعد الغضب الشعبي في عام 2020 حين قُتلت امرأة في اشتباك مسلح بين تجار المخدرات، في حادثة دفعت الأهالي إلى إطلاق دعوات متكررة لضبط الوضع الأمني.
ويُعدّ مخيم شاتيلا، الذي أُسس عام 1949، أحد أبرز مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويقطنه آلاف اللاجئين الفلسطينيين من لبنان وسوريا، ويواجه سكانه أزمات متراكمة على المستويين الأمني والمعيشي، في ظل ضعف البنية التحتية، وغياب الخدمات الأساسية، وتفشي البطالة، وتزايد مظاهر الانفلات الأمني.