اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس 22 آيار/مايو ساحة مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، وفتحت نيرانها بكثافة تجاه مباني المستشفى، ما أسفر عن اندلاع حرائق واسعة وأضرار جسيمة في المرافق الحيوية للمستشفى.
وكان الدكتور محمد صالحة، مدير المستشفى، قد أكد في وقت سابق أن الطواقم الطبية غير قادرة على السيطرة على الحريق الذي اندلع في مستودع الأدوية، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، مشيرًا إلى استمرار إطلاق النار من قبل الجنود "الإسرائيليين" على مباني المستشفى.
وفي تلك الأثناء، التهمت النيران خيام النازحين والعيادات الخارجية في ساحة المستشفى، بينما لا تزال النيران مشتعلة في المستودعات وسط مخاوف من امتدادها إلى أقسام أخرى من المبنى، الذي يضم أكثر من 160 شخصًا بين مرضى ومرافقين وطواقم طبية.
ومن جهته، أوضح رأفت مجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، أن الاحتلال استهدف للمرة الثانية قسم الجراحات التخصصية في المستشفى، وأصاب خزانات المياه والسولار، مما أدى إلى تعطل خدمات أساسية يعتمد عليها المرضى والعاملون في المكان مشيراً لإصابة عدد من الموظفين والمتطوعين جراء الهجوم.
ويُحاصر جيش الاحتلال المستشفى إلى جانب مستشفى الإندونيسي القريب منه، وسط تمركز مكثف لقوات الاحتلال التي حولت المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة، في ظل انقطاع الماء والغذاء عن المحاصرين داخل المستشفيين.
وفي ظل هذه الأوضاع الإنسانية الكارثية، دعت جمعية العودة الصحية منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التدخل العاجل، وتوفير الحماية لـ130 من الكوادر الطبية والمتطوعين، إلى جانب المرضى المحاصرين داخل مستشفى العودة، الذين يواجهون خطر الموت وسط ظروف قاسية وأعمال عسكرية مستمرة.
وقبل عدة أيام تعرض المستشفى الإندونيسي لاستهداف مماثل، حيث قصفت قوات الاحتلال مستودعات الأدوية فيه، ما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة، في وقت تُعاني فيه المنشآت الصحية في قطاع غزة من نقص حاد في الإمدادات وتوقف معظم خدماتها الأساسية نتيجة الحصار المستمر.
ويأتي هذا القصف في ظل حصار تفرضه القوات "الإسرائيلية" على المستشفى، ضمن حرب الإبادة المتواصلة على القطاع مما أدى لانقطاع الكهرباء عن المستشفى الذي يعج بالمرضى والجرحى الذين يتلقون العلاج داخله.