شهدت مخيمات فلسطينية عدة في لبنان، ظهر اليوم الجمعة 23 أيار/ مايو، وقفات شعبية تضامناً مع أهالي قطاع غزة والضفة الغربية، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، وذلك تنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" المتواصلة، ورفضاً للحصار وسياسة التجويع والتهجير القسري، في ظل "صمت عربي ودولي مريب تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية".

وشارك في الوقفات ممثلون عن الفصائل الفلسطينية وعشرات اللاجئين الفلسطينيين، حيث نظمت الفعاليات أمام مسجد فلسطين في مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوبي لبنان، وفي مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، ومخيم الجليل في بعلبك بالبقاع اللبناني.

وفي مخيم برج البراجنة، ألقى مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد يوسف حسن كلمة أكد فيها أن "غزة لم تكن يوماً مجرد مدينة، بل هي رمز الصمود وعنوان للكرامة"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني لن يُكسر، وغزة اليوم تتحمل فوق طاقتها وتعلن للعالم: نحن صامدون".

وأشار حسن إلى أن الحصار المفروض على قطتاع غزة منذ عام 2007 دمّر الحياة في تلك الرقعة الصغيرة، وأن القطاع اليوم يواجه حرب إبادة شاملة، مضيفاً: "لا شيء بقي في غزة إلا وأصيب في مقتل، المستشفيات، المدارس، البيوت، والنازحين... حتى الأطباء والمسعفون والصحفيون باتوا أهدافاً مباشرة".

وقال: إن "غزة لا تمتلك جيشاً جراراً أو معدات متطورة، لكنها تملك حقاً لا يموت، وستبقى تقاتل من أجله"، خاتماً كلمته بالقول: "الشعب الفلسطيني لن يصمت، لأن الصمت خيانة".

وفي مخيم الرشيدية، تجمع عشرات اللاجئين الفلسطينيين أمام مسجد فلسطين بعد صلاة الجمعة في وقفة دعم لأهالي قطاع غزة، ورفضاً للجرائم "الإسرائيلية" المستمرة.

وألقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في المخيم كلمة قال فيها: "منذ أكثر من عام ونصف ونحن نشهد قصفاً ودماراً وإبادة جماعية، في واحدة من أبشع صور المأساة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين".

وعبّر القيادي الفلسطيني بأن العدوان "الإسرائيلي" المستمر،" المدعوم من الولايات المتحدة والغرب والمتواطئ معه النظام العربي الرسمي"، يستهدف الحياة بكل تفاصيلها في قطاع غزة، من المستشفيات والمراكز الطبية إلى البيوت والمدارس، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تطال أكثر من مليوني إنسان.

وأضاف: "لن تزيدنا هذه السياسات الوحشية إلا إصراراً على التمسك بكامل حقوقنا"، مشيراً إلى مقولة الشهيد فتحي الشقاقي: "لو أننا على حجر لتحطم، فلن نُهزم ولن نستسلم".

وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات، مطالباً مؤسسات حقوق الإنسان الدولية بالقيام بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني، وداعياً من تبقى من شرفاء الأمة العربية والإسلامية إلى الضغط على الاحتلال ومساندة القضية الفلسطينية.

وفي مخيم الجليل بمدينة بعلبك، نظّم عشرات اللاجئين الفلسطينيين وقفة مماثلة عقب صلاة الجمعة بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة وتنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" وسياسة الحصار والتجويع.

وألقى أبو علاء سيف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي، كلمة رحّب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش ذكرى النكبة، أو كما وصفها "المؤامرة الكبرى"، التي أسفرت عن تهجير قسري ارتُكب بقوة السلاح وبمجازر مروعة، لإقامة الكيان الصهيوني.

وأضاف: "ما أشبه الأمس باليوم، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد قطاع غزة، ويشن حرب تجويع وتدمير ممنهجة، لمحاولة تهجير السكان بدعم من الإدارة الأمريكية وبصمت عربي". كما أكد أن الاحتلال يستهدف المدن والمخيمات في الضفة الغربية، عبر دعم الاستيطان وتدمير البيوت واعتقال الأسرى وتعذيبهم، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وشدد أبو علاء على أن الفلسطينيين، في غزة والضفة والشتات، "رغم الجراح والآلام، سيبقون أصحاب الحق في الأرض والمقدسات، وستستمر المقاومة حتى تحقيق النصر".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد