يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء 27 أيار/مايو، ما أسفر عن ارتقاء مزيد من الشهداء وإصابة العشرات، في ظل تدهور خطير في الوضع الإنساني وانهيار شبه تام في المنظومة الطبية، بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن نفاد غالبية مخزونات المعدات الطبية في القطاع، إلى جانب 42% من الأدوية الأساسية.

ومع دخول اليوم الـ71 من استئناف حرب الإبادة على غزة، ارتقى خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 79 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب عشرات الإصابات، في قصف طال وسط وجنوب القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء 27 أيار/مايو 2025، أن مستشفيات القطاع استقبلت 79 شهيدًا و163 إصابة، جراء القصف "الإسرائيلي" المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن هذه الحصيلة لا تشمل الضحايا في محافظة شمال غزة، نتيجة استمرار تعذر الوصول إلى المستشفيات هناك؛ بسبب كثافة القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، ما يبقي الأرقام الفعلية مرشحة للارتفاع.

وبذلك، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 آذار/مارس 2025 إلى 3,901 شهيداً و110,888 إصابة فيما بلغ إجمالي ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، 54,056 شهيدًا و123,129 إصابة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.

وفي مدينة غزة، واصلت قوات الاحتلال غاراتها المكثفة، مستهدفة ما تبقى من المرافق الحكومية والبنية التحتية، بالإضافة إلى طواقم البلدية. وكانت بلدية غزة قد أعلنت عن استشهاد أحد موظفيها وإصابة اثنين آخرين جراء قصف "إسرائيلي" أثناء تأدية عملهم في حي الرمال جنوب غربي المدينة.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قصفت مدفعية الاحتلال منطقة الصفطاوي شمال غربي المدينة، واستهدفت منازل في حي الكرامة شمال غربي غزة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وسقوط عدد من الجرحى.

أما شرقي مدينة غزة، فقد أغارت طائرات الاحتلال على منزل في حي الزيتون، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وفي وسط القطاع، ارتقت شهيدة وأصيب شخص آخر في غارة "إسرائيلية" غرب مخيم المغازي، في حين استهدف شرق بلدة الزوايدة بغارة أخرى قرب شارع صلاح الدين. كما استشهد فلسطينيان اثنان في قصف "إسرائيلي" استهدف منطقة الزهراء شمالي مخيم النصيرات.

وفي جنوب القطاع، جدّدت مدفعية الاحتلال قصفها لمنازل الفلسطينيين في بلدة الفخاري جنوب شرقي خان يونس، ما تسبب باندلاع حرائق في عدد من المنازل السكنية.

"أونروا": 6 مراكز صحية فقط تعمل في غزة

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن 6 فقط من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا لها لا تزال تعمل داخل مراكز الإيواء وخارجها في قطاع غزة، وذلك بسبب القصف المتواصل وتدمير المنشآت الصحية.

وأكدت الوكالة في بيان لها أن المستلزمات الطبية الأساسية "شحيحة للغاية"، مشددة على الحاجة الملحة لإدخال المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق.

وتواصل سلطات الاحتلال منذ الثاني من آذار/مارس الماضي إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أكدت أمس الاثنين، نفاد غالبية مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن 64% من المعدات و43% من الأدوية الأساسية، بما فيها مسكنات الألم، قد نفدت بالكامل.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في مؤتمر صحفي من جنيف: "بلغنا مستوى الصفر في المخزون بالنسبة لـ64% من المعدات الطبية، و43% من الأدوية الأساسية، و42% من اللقاحات."

وأضافت بلخي أن 51 شاحنة مساعدات تابعة للمنظمة لا تزال عالقة عند حدود قطاع غزة، بانتظار الحصول على التصاريح اللازمة للدخول. وتساءلت:"هل يمكن أن تتخيلوا جرّاحًا يعالج كسرًا في العظم دون تخدير؟". مشيرة إلى أن المحاليل الوريدية، الإبر، والضمادات غير متوفرة بالكميات الكافية، بينما تشهد أدوية الأمراض المزمنة والمضادات الحيوية نقصًا حادًا.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد