يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه التهجيري على مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، حيث تدخل مدينة طولكرم ومخيمها اليوم الـ122 من العدوان المتواصل، بينما يدخل مخيم نور شمس يومه الـ109 تحت الحصار والاستهداف. أما مخيم جنين، فيشهد اليوم الـ128 من عمليات التدمير والتهجير المستمرة.
في طولكرم، تشهد المدينة ومخيمها شمالي الضفة تحركات عسكرية كثيفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، مع نصب حواجز فجائية خاصة في المناطق المزدحمة كسوق المدينة وشارع نابلس، وتنفذ قوات الاحتلال عمليات تفتيش ميدانية واستجوابات للسكان.
وتعرض الشاب فؤاد العلي للضرب المبرح بعد اقتحام منزله في الحي الغربي وتخريب محتوياته، وذلك عقب اعتقاله سابقًا عند حاجز طيّار وإطلاق سراحه لاحقًا، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وتشدد قوات الاحتلال حصارها على مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط انتشار مكثف وإطلاق نار متقطع وانفجارات متكررة، ما يمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم إلا تحت التهديد بالاعتقال.
وخلال الأيام الأخيرة، دمّر الاحتلال أكثر من 20 مبنى سكنيًا، ضمن خطة تهدف لهدم 106 مبانٍ في المخيمين (58 في طولكرم، 48 في نور شمس) بذريعة فتح طرق جديدة وتغيير المعالم الجغرافية. كما أجبرت قوات الاحتلال عائلات في حارتي العكاشة والبلاونة على إخلاء منازلها خلال ساعات تمهيدًا لهدمها.
كما استولى الاحتلال على منازل في شارع نابلس والحي الشمالي، محولًا إياها إلى ثكنات عسكرية. وتعرّض شارع نابلس لأضرار جسيمة نتيجة السواتر الترابية التي تعيق حركة الأهالي.
وقد بلغت حصيلة العدوان على طولكرم ومخيمها نحو 13 شهيدًا، بينهم طفل وامرأتان (إحداهما حامل في شهرها الثامن)، إضافة إلى عشرات الإصابات، وتدمير أكثر من 400 منزل كليًا و2573 جزئيًا، وتهجير ما يزيد عن 4200 عائلة (نحو 25 ألف فلسطيني). كما تم إغلاق مداخل المخيمين بالكامل وتحويلهما إلى مناطق شبه معزولة.
في جنين، يواصل الاحتلال عدوانه لليوم الـ128 على المخيم ومدينة جنين، مع استمرار تجريف البنية التحتية بشكل منهجي. وأكد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن الاحتلال دمّر نحو 600 منزل كليًا، وألحق أضرارًا بباقي المنازل، ما تسبب في نزوح نحو 22 ألف مواطن، وتُقدَّر الأضرار المباشرة بـ300 مليون دولار. كما فقد نحو 4000 عامل مصدر رزقهم، في ظل تحديات كبيرة تواجه البلدية بإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وإعادة تعبيد الشوارع الرئيسية كشارع الناصرة والبيادر.
وفي القرى المحيطة بجنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة، حيث داهمت محطة محروقات ومحل صرافة، واعتقلت موظفًا وصادرت أموالًا. كما مدّد الاحتلال عدوانه إلى مناطق أخرى، فاقتحمت قواته قرية دير جرير شرق رام الله، واعتقلت شابين من قرية كيسان شرق بيت لحم.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فقد اعتقل الاحتلال نحو 1000 فلسطيني من جنين وطولكرم خلال الأشهر الأربعة الماضية، بينهم من أُفرج عنهم لاحقًا.
وفي جنوب الضفة، هدم الاحتلال منزلًا في قرية إرفاعية بمنطقة مسافر يطا بمحافظة الخليل، وردم بئرًا للمياه. وأفادت مصادر محلية أن المنزل الذي هدمته قوات الاحتلال يعود للفلسطيني جهاد شحادة العمور، وتبلغ مساحته 250 مترًا مربعًا، وكان يأوي خمسة أفراد، إضافة إلى هدم الأسوار المحيطة به وبئر المياه.
وقال مدير بلدية خلة المي، محمد العدرة، إن الاحتلال نفّذ عملية الهدم بعد تسليم إخطار للمالك قبل يوم واحد فقط، دون منحه فرصة لتقديم اعتراض قانوني.