"يونيسف" تحذر من فوضى توزيع المساعدات في غزة

اتهامات دولية لـ"إسرائيل" بتقويض الإغاثة في غزة وتحويلها إلى أداة قمع

الخميس 29 مايو 2025

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن قطاع غزة يشهد فوضى متزايدة في عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، نتيجة النظام الذي تتبعه سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، متجاوزة بذلك آليات الأمم المتحدة، ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية القائمة.

وكانت ما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، قد أعلنت يوم أمس عن تعليق مؤقت لتوزيع المساعدات في القطاع، بسبب ما وصفته بـ"الفوضى"، و"حالات الشغب"، و"عدم الالتزام من بعض الأفراد".

وشهد اليوم الأول لتشغيل أحد مراكز التوزيع الأميركية في جنوب قطاع غزة مأساة إنسانية، إذ استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال قرب نقطة توزيع تابعة للمؤسسة الأميركية، فيما نقل نحو 46 جريحا إلى مستشفى الصليب الأحمر.

وفي بيان صادر اليوم الخميس 29 أيار/مايو، حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة "يونيسف"، كاثرين راسل، من النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي تدعمه "إسرائيل"، مؤكدة أنه يعرض حياة المدنيين للخطر، ويتسبب بفوضى إنسانية.

وقالت راسل: "يشهد العالم اليوم الفوضى الناجمة عن نظام توزيع المساعدات الذي تدعمه إسرائيل، متجاوزا الأمم المتحدة". وأوضحت أن الآلية الجديدة تعتمد على عدد محدود من النقاط، ما يجبر المدنيين على قطع مسافات طويلة وسط مخاطر أمنية جسيمة، ويفاقم معاناتهم.

وشددت على أن هذا النهج يتعارض مع المبادئ الإنسانية، ويخفق في تلبية التزامات "إسرائيل" بموجب القانون الدولي، محذرة من أن المواقع الجديدة لتوزيع المساعدات قد تتحول إلى أهداف عسكرية محتملة بسبب وجود عناصر أمنية أميركية و"إسرائيلية"، مما يعرض المدنيين، ولا سيما الأطفال، لخطر الموت.

وأضافت أن "عسكرة" المساعدات الإنسانية من شأنها أن تزيد من المأساة، مشيرة إلى أن ما يتم توزيعه حاليا في غزة لا يتجاوز 10% مما كان يدخل خلال فترة الهدنة الأخيرة.

وبينت راسل أن مخطط التوزيع الحالي غير قادر على تلبية احتياجات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، من بينهم أكثر من مليون طفل. كما كشفت عن استشهاد نحو 17 ألف طفل، وإصابة أكثر من 34 ألفا آخرين خلال ما يقارب 20 شهرا من الحرب المستمرة.

ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي، نتيجة الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال، واستمرار إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات، وعرقلة عمل الوكالات الإنسانية التي لا تزال آلاف أطنان مساعداتها عالقة خارج القطاع.

يذكر ان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، وصف نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيًا في قطاع غزة بأنه "هدر كبير للموارد وإلهاء عن الفظائع المرتكبة"، مؤكداً أن الوكالات الأممية، بما فيها "أونروا"، كانت ولا تزال قادرة على تنفيذ مهامها بفعالية أكبر لو سمح لها بالعمل وفق الآليات المعتمدة سابقاً.

وأشار إلى أن النظام الذي تديره ما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من قبل الإدارة الأميركية وبتنسيق مباشر مع سلطات الاحتلال، أدّى إلى تقليص نقاط توزيع المساعدات من نحو 400 نقطة إلى 3 أو 4 فقط في القطاع.

وأوضح المفوض العام أن هذا التحول أجبر آلاف العائلات الفلسطينية على النزوح لمسافات طويلة، في ظروف ميدانية وإنسانية بالغة القسوة، للحصول على الحد الأدنى من المساعدات الغذائية، وهو ما يفاقم من حدة الأزمة، ويعرض المدنيين لمخاطر جمّة.

وأكد لازاريني أن ما يحدث "لا يمتّ بصلة للمبادئ الإنسانية"، مضيفاً أن الحل لا يكمن في إنشاء آليات بديلة بل في تمكين المنظمات الأممية القائمة، وعلى رأسها "أونروا"، من أداء دورها وفق القانون الدولي الإنساني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد