أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن صدمته إزاء التقارير التي أفادت بمقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة، داعياً إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الحوادث، وذلك فيما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ مجازرها عند نقاط توزيع المساعدات وسط إحصاءات صادمة للضحايا.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد كشفت في تقرير صادم أن نحو 50 ألف طفل فلسطيني قُتلوا أو أُصيبوا في غزة خلال العشرين شهراً الماضية، محذرة من استمرار استهداف المدنيين بما في ذلك الأطفال والعاملون في المجال الإنساني والطبي والإعلامي.
من جانبها، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن عشرات الفلسطينيين قُتلوا وأُصيب المئات أثناء انتظارهم الحصول على الطعام من مراكز التوزيع التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدة أن هذه الأحداث تكشف خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره للإنسانية والفعالية، كما أشارت إلى أن بنوك الدم أوشكت على النفاد ما اضطر الفرق الطبية نفسها إلى التبرع بالدم لإنقاذ المصابين، معتبرة أن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح بهذه الطريقة قد يشكل جريمة ضد الإنسانية.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر بخان يونس باستشهاد 5 فلسطينيين منذ فجر اليوم الاثنين 2 حزيران 2025 في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث استهدف جيش الاحتلال عدداً من الفلسطينيين بنيرانه ما أدى لاستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 35 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز المساعدات الذي تقوم عليه شركة أميركية في رفح.
وبحسب مصادر طبية، فقد وصل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني غربي رفح، فيما نُقلت الجثامين وبعض المصابين بجروح خطيرة إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، كما أعلن مكتب الإعلام الحكومي ارتفاع عدد شهداء مجازر مراكز توزيع المساعدات في منطقتي رفح وجسر وادي غزة إلى 52 شهيداً و340 مصاباً منذ بدء العمل بهذه المراكز في 27 أيار الماضي.
وأكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة أمجد الشوا أن مراكز المساعدات ما هي إلا نقاط عسكرية تخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن الاحتلال يعمل على تخريب أنظمة توزيع المساعدات السابقة ويتسبب في المجاعة لدفع السكان للتوجه إلى هذه المراكز، حيث يتم استهدافهم بالرصاص الحي، مشيراً إلى أن الظروف الإنسانية في القطاع تشهد تدهوراً غير مسبوق على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الصحة في غزة من صعوبات شديدة تواجه الطواقم الجراحية بمستشفيات القطاع جراء النقص الحاد في الأدوات الجراحية وصواني العمليات، مؤكدة أن هذا النقص في أقسام الجراحات العامة والعظام والأوعية الدموية والعيون بات يعيق إجراء العمليات المنقذة للحياة.
كما شهدت مناطق متفرقة من القطاع غارات إسرائيلية متصاعدة، حيث ارتقى عدد من الفلسطينيين في قصف طال منازل وخيام النازحين جنوب دير البلح، بينما استشهد طفل فلسطيني بنيران طائرة مسيرة إسرائيلية في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وأصيب صيادان برصاص قوات الاحتلال قبالة سواحل المدينة.
وتواصل منظمات الإغاثة تحذيراتها من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث تؤكد أطباء بلا حدود أن الحل الوحيد لتخفيف هذه المأساة يتمثل بوقف إطلاق النار الفوري وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.