رحل عن عالمنا، يوم الأحد 1 حزيران/يونيو، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني البارز علي سعيد بدوان، عن عمر ناهز 66 عاماً، في العاصمة السورية دمشق، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والنضال السياسي، امتدت على مدار عقود، ارتبطت فيها كتاباته ومواقفه بقضايا اللاجئين والذاكرة الوطنية الفلسطينية.

الكاتب الراحل بدوان من مواليد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق، عام 1959، لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة حيفا، كانت قد لجأت إلى سوريا بعد نكبة عام 1948.

نشأ بدوان، وترعرع في مخيم اليرموك، ودرس في مدارس وكالة "أونروا"، قبل أن ينال شهادة بكالوريوس في العلوم الأساسية (فيزياء وكيمياء) من جامعة دمشق، إضافة إلى دبلوم في التربية والعلوم السياسية، وشهادة في العلوم العسكرية حصل عليها خلال خدمته في صفوف جيش التحرير الفلسطيني.

انخرط بدوان مبكراً في العمل السياسي، وكان من كوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ عام 1974، وتدرّج في صفوفها حتى شغل مواقع قيادية، كما شارك في تمثيلها ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضواً في لجنتها المركزية.

شارك بدوان كفدائي في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتعرّض لإصابة بالغة في الكبد خلال إحدى العمليات، ما استدعى لاحقاً إجراء عملية زرع كبد في الصين.

وفي عام 2003، غادر صفوف الجبهة الديمقراطية، وواصل نشاطه من موقعه كمثقف وكاتب مستقل، حيث شغل سابقاً إدارة مكتب الإعلام لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، قبل أن يتفرغ لاحقاً للكتابة والبحث.

ترك بدوان رصيداً من الكتابات والمؤلفات، ويُعد أحد أبرز الكتّاب المعنيين بشؤون المخيمات، وكذلك في توثيق تجربة اليسار الفلسطيني، وتحليل أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعراق، إلى جانب دراسات تتعلق بالصراع العربي- "الإسرائيلي"، ومنها أعمال تناولت هضبة الجولان ومسارات الحرب والسلام.

كتب مقالات سياسية أسبوعية في عدد من الصحف العربية والدولية، وكانت له مساهمات كتابية في موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وشارك في نقاشات فكرية وثقافية حول القضية الفلسطينية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد