وجه المؤتمر العام لاتحادات موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" نداءً عاجلاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا فيه إلى تحرك فوري لحماية ولاية الوكالة، وضمان حقوق موظفيها وسلامتهم، وتوفير التمويل اللازم لاستمرار خدماتها الأساسية، وسط أزمة إنسانية ومؤسسية غير مسبوقة تهدد بقاء الوكالة وكرامة اللاجئين الفلسطينيين.
وفي رسالة رسمية صادرة عن المؤتمر العام للاتحادات (ISUC)، أعرب ممثلو موظفي "أونروا" عن تقديرهم لمواقف غوتيريش الداعمة للوكالة ومساعيه لوقف الحرب في غزة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
إلا أنهم عبروا في الوقت ذاته عن قلق بالغ إزاء مستقبل "أونروا"، لا سيما بعد تحذيرات الإدارة الأخيرة من "قرارات صعبة للغاية" قد تُتخذ في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، دون توضيح طبيعتها، مما فاقم شعور الموظفين بالقلق وعدم الأمان الوظيفي.
وأشار المؤتمر العام إلى أن قرار الإجازة الاستثنائية بدون أجر الذي طال 620 موظفاً من غزة، يعد مؤشراً خطيراً على توجه نحو تقليص الوظائف، ومن ثم تقليص خدمات الوكالة. كما لفت إلى أن أكثر من 310 موظفين من زملائهم قتلوا في غزة في أثناء أداء واجبهم الإنساني، داعياً إلى فتح تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم لضمان المساءلة والعدالة، واحترام الحماية القانونية التي يتمتع بها الموظفون بموجب القانون الإنساني الدولي.
وحذّر البيان من أن الأزمة المالية الراهنة قد تؤدي إلى توقف عمليات "أونروا" بالكامل بعد شهر حزيران/يونيو 2025، إذا لم يتم توفير تمويل عاجل ومستدام. وأكد أن محاولات تقويض تفويض الوكالة أو تجاوزه، بما في ذلك التوجه نحو خصخصة أو عسكرة إيصال المساعدات في غزة، تمثل انتهاكاً مباشراً للمبادئ الإنسانية وتعرض حياة المدنيين للخطر.
كما ندّد المؤتمر بإغلاق مدارس "أونروا" قسراً في القدس الشرقية، معتبراً ذلك انتهاكاً لحق الأطفال في التعليم ولمكانة منشآت الأمم المتحدة، ومشدداً على أن هذه السياسات تُقوّض قدرة الوكالة على أداء مهامها، وتفاقم معاناة اللاجئين.
ودعا المؤتمر العام للعاملين في الوكالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات تضمن إعادة تأكيد وحماية تفويض "أونروا" كما أقرته الجمعية العامة، ورفض أي محاولات لإضعافه أو تسييسه. وضمان سلامة وحقوق موظفي الوكالة، خصوصاً في غزة، ودعم فتح تحقيق مستقل في مقتل العاملين في الميدان. إلغاء قرار الإجازة الاستثنائية بدون راتب للموظفين العالقين خارج غزة وإعادة تفعيل رواتبهم، ورفض أي أطر لخصخصة أو عسكرة المساعدات، والتأكيد على الدور الحيادي والمحوري للوكالة.
إضافة إلى، ضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع، وحماية المدنيين، خاصة الأطفال، وحشد تمويل عاجل وكافٍ من الدول الأعضاء، وخاصة دول الخليج، لضمان استمرارية خدمات الوكالة لما بعد حزيران 2025، وإشراك اتحادات الموظفين في التقييمات الاستراتيجية المقبلة، لضمان احترام أصوات العاملين في الخطوط الأمامية واللاجئين أنفسهم.
وأكد المؤتمر أن وجود "أونروا" وفاعليتها أمر جوهري للحفاظ على حقوق وكرامة اللاجئين الفلسطينيين، ولضمان استمرار الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين وعشرات الآلاف من الموظفين الذين يخدمونهم بشجاعة وتفانٍ.
وناشد الأمين العام التحرك العاجل لوقف الإجراءات المجحفة التي قد تتخذها إدارة "أونروا"، والضغط على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه الوكالة.
وختم البيان بتجديد الثقة بقيادة الأمم المتحدة وقدرتها على حماية الوكالة بوصفها رمزاً للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتمسك بالقيم الإنسانية والشرعية الدولية.