تشهد أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق عودة تدريجية للأهالي فلسطيني منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد حتى اليوم إلى منازلهم، وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين العائدين إلى المخيم 15 ألفاً، وفق ما أعلنت نائب المفوض العام للبرامج والشراكات في "أونروا" "ناتالي بوكلي"، خلال زيارتها الأخيرة إلى سوريا، أواخر أيار/ مايو الفائت.

ولفتت "بوكلي" بحسب تقرير الزيارة الذي نشرته "أونروا" مؤخراً، إلى توقعها عودة المزيد من العائلات قريباً، مشيرة إلى "الدور الحيوي الذي يلعبه مشروع الوكالة لإصلاح المساكن الصغيرة في دعم الأسر العائدة لإعادة بناء حياتها وسط ظروف معيشية صعبة."

وتمكنت "أونروا" بفضل تبرعات المانحين من إعادة فتح مدرسة ومركز صحي ومساحة مجتمعية داخل مخيم اليرموك، وهي خطوات أعادت الأمل إلى سكان المنطقة التي كانت مسرحاً للدمار والنزوح الواسع خلال السنوات الماضية،حسبما قالت "بوكلي".

وزارت بوكلي إحدى العائلات التي استفادت من مشروع إصلاح المساكن، حيث ساعدت الوكالة حتى الآن 80 أسرة فلسطينية على ترميم منازلها.

وفي إطار جولتها، زارت "بوكلي" مركز اليرموك الصحي وتفقدت المساحة المجتمعية المنشأة حديثاً، وتحدث معها طلاب "برلمان المدرسة" عن مخاوفهم وتطلعاتهم التعليمية والاجتماعية.

وفي مخيم سبينة، جنوب دمشق، ركزت "بوكلي" على ما وصفته بـ "نجاحات الوكالة، في مجالات التمكين الاقتصادي والخدمات المجتمعية"، حيث زارت مشروع تمويل صغير نجحت من خلاله لاجئة فلسطينية في إنشاء كشك بسوق المخيم، ما وفر لها مصدر دخل ثابت وأسهم في تحفيز نساء أخريات في المجتمع على اتخاذ خطوات مماثلة.

كما تفقدت مكتب صحة البيئة، ومدرسة تابعة للوكالة، والمركز الصحي، بالإضافة إلى المركز المجتمعي متعدد الأغراض.

وفي لقاءاتها مع مسؤولي "أونروا" في سوريا ووكالات الأمم المتحدة ومسؤولين من الحكومة المؤقتة، "ناقشت بوكلي سبل تعزيز التعاون لضمان استمرارية الخدمات وتوسيع نطاق البرامج التي تستهدف الفئات الأشد ضعفاً"، كما التقت أعضاء المنتدى الاستشاري للمرأة التابع للوكالة، وأثنت على رؤاهم المقترحة لتعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

وأكدت بوكلي أن زيارتها جاءت لتجديد التزام "أونروا" الراسخ بدعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال هذه المرحلة الحساسة، والمساهمة في استقرار البلاد من خلال تقديم خدمات تحاكي الخدمات العامة، مشيرة إلى "أن الوكالة تبذل كل جهد ممكن لضمان تقديم استجابة فعالة ومستدامة للاحتياجات المتزايدة للاجئين".

موضوع ذو صلة: مخيم اليرموك: عودة خجولة وسط انعدام مقومات الحياة