شهدت ساحة المحطة المركزية (Hauptbahnhof) في العاصمة الألمانية برلين، وقفة تضامنية حاشدة نظّمتها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحّدة، بمشاركة واسعة من الجاليات الفلسطينية والعربية، ومتضامنين أجانب، وممثلين عن التيارات اليسارية الألمانية، وسط حضور لافت لوسائل الإعلام المحلية والدولية.

وجاءت الفعالية بمثابة نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، للمطالبة بوقف الحرب في غزة، وفتح المعابر الإنسانية دون قيود، وإنهاء كافة أشكال الدعم العسكري لكيان الاحتلال "الإسرائيلي"، الذي يدفع "إسرائيل" إلى الاستمرار في ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتبت عليها شعارات مناهضة للحرب ومؤيدة للعدالة وحقوق الإنسان، فيما طالبوا عبر هتافاتهم بوقف فوري لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، داعين إلى حماية المدنيين ووقف القتل الجماعي.

IMG-20250612-WA0006.jpgما طالب المشاركون بفتح المعابر الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الطبية والغذائية، وضمان حرية حركة الفلسطينيين المحاصرين، وإدانة الدعم العسكري لـ"إسرائيل"، لا سيما من قبل الولايات المتحدة وألمانيا. وحمّل المتظاهرون الحكومتين مسؤولية مباشرة، مؤكدين أن تزويد "إسرائيل" بالسلاح يجعل تلك الدول شريكة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

وأشار المتحدثون إلى تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، الذي كشف أن الولايات المتحدة وألمانيا، وفرتا 99% من واردات الأسلحة "الإسرائيلية" بين عامي 2019 و2023، منها 69% من أمريكا و30% من ألمانيا، وتشمل آلاف القنابل الموجّهة، وصواريخ، و61 طائرة قتالية، إضافة إلى أربع غواصات ألمانية قيد التسليم.

ودعا منظّمو الوقفة إلى تصعيد حملات المقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية للاحتلال، باعتبارها وسيلة فعالة لمحاسبة "إسرائيل" ووقف انتهاكاتها، مشددين على أن الإدانة وحدها لا تكفي من دون إجراءات عملية.

كما شاركت في التظاهرة مجموعات من اليسار الألماني، حيث ألقى ممثلوها كلمات أكدوا فيها أهمية التضامن الأممي، مطالبين بتحويل الدعم المعنوي إلى تحركات سياسية فاعلة، وعلى رأسها دعم حملات المقاطعة، ورفع الصوت في المؤسسات الأوروبية والدولية.

وحظيت الوقفة بتغطية واسعة من وسائل إعلام ألمانية وعالمية، سلّطت الضوء على الرسائل القوية التي حملتها الفعالية، خصوصًا في ظل اتساع الغضب الشعبي من استمرار الحرب والدعم الدولي لها.

وفي ختام الفعالية، شدّد المنظمون على أن الفعاليات الشعبية في أوروبا والعالم تشكّل رافعة أساسية لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة، مؤكدين أن الضغط الشعبي والدبلوماسي يمكن أن يسهم في تغيير سياسات الحكومات، وأن المعركة من أجل العدالة يجب أن تستمر حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية للفلسطينيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد