شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات على مناطق عدة في قطاع غزة تكزت وسطه وشماله، وأسفرت عن ارتقاء ما لا يقل عن 15 فلسطينياَ منذ فجر اليوم الجمعة 13 حزيران/ يونيو، ومن بين الضحايا فلسطييون جوعى كانوا يسعون للحصول على طعام من مراكز توزيع تديرها "إسرائيل" والولايات المتحدة من خلال ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، في إطار تفاقم الأزمات الإنسانية وسط تحذيرات من جرائم التجويع والإبادة التي ترتكبها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي".
يأتي ذلك مع دخول اليوم الـ88 لاستئناف حرب الإبادة على قطاع غزة حيث استهدف جيش الاحتلال مناطق في دير البلح وغزة وجباليا وخان يونس ترافقت مع أوامر إخلاء جديدة وسط انعدام المأوى الآمن.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أكد أن ما يُعرف بـ"النهج الجديد" لتوزيع المساعدات في قطاع غزة يُعد مهينًا ومذلًا، ويعرّض حياة المدنيين للخطر.
وقال "فيليب لازاريني" في منشور عبر منصة (X): "هذا النموذج، بما يحمله من فوضى وانعدام للكرامة، لا يمكن أن يشكّل حلًا للجوع المتفاقم في القطاع".
وشدد على أنه لا يمكن السماح بتحول ما يشبه "ألعاب الجوع" المرعبة إلى واقع دائم.
وأضاف "لازاريني" أن الأمم المتحدة وعلى رأسها "أونروا" تمتلك الخبرة والمعرفة والثقة المجتمعية اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وكريمة، داعياً إلى ترك العاملين في المجال الإنساني يؤدون واجبهم دون عراقيل.
وكان جيش الاحتلال قد استهدف الباحثين عن المساعدات في عدة أماكن وسط قطاع غزة وجنوبه ما أسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى.
وفي التفاصيل، أفاد مستشفى شهداء الأقصى بوصول 9 شهداء، جراء قصف استهداف " إسرائيلي" لمجموعة من الفلسطينيين شرق المطاحن بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
كما أُصيب 13 فلسطينيا على الأقل، معظمهم خلال انتظارهم المساعدات في محيط "حاجز نيتساريم" وسط القطاع، بحسب مستشفى العودة في النصيرات.
وأكد المشفى أن الاحتلال قصف تجمعات فلسطينيين ينتظرون المساعدات الإنسانية في محيط منطقة الدعوة شرق مخيم النصيرات وسط القطاع، وآخرين في منطقة السودانية شمال غزة.
وتزامن ذلك الاستهداف مع ارتقاء 4 فلسطينيين آخرين كانوا ينتظرون المساعدات وفق ما أفاد به مجمع الشفاء الطبي الذي استقبل جثامين الشهداء.
أما جنوبي قطاع غزة، أكدت مصادر طبية، استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منطقة بطن السمين في خان يونس.
وفي استهداف آخر، ارتقى فلسطينيان اثنان في غارة "اسرائيلية" استهدف خيمة تؤوي نازحين في بلدة القرارة شمال خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وفي سياق متصل، نفذ جيش الاحتلال عمليات تدمير واسعة لمنازل الفلسطينيين بالتزامن مع قصف مدفعي على شرقي خان يونس.
وفي شرقي مدينة غزة طالت الاستهدافات "الإسرائيلية" شارع الشعف وأحياء الروضة والتفاح، وأسفرت عن شهداء وجرحى، إلى جانب قصف محيط رمزون السنافور.
وأنذر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سكان البلدة القديمة وأحياء الروضة والتفاح شرقي مدينة غزة بإخلاء فوري تمهيدًا لقصفها.
وبقصف طال منطقة جباليا شمالي قطاع غزة ارتقى شهيد قرب الجامع العمري في الوقت الذي قصفت المدفعية "الإسرائيلية" مناطق واسعة في جباليا البلد شمال القطاع.
وفي التطورات الميدانية أفادت مصادر إعلامية باندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" في شمال قطاع غزة.
وأكدت التقارير إصابة وحدة تابعة لقوات الاحتلال بشكل مباشر بصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود.
وبحسب ذات المصادر، فقد تعرضت فرق الإنقاذ والإجلاء "الإسرائيلية" لإطلاق نار كثيف أثناء محاولتها الوصول إلى موقع الاستهداف، ما أجبرها على التراجع تحت غطاء جوي مكثف.