واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات التجريف والهدم الواسعة في مخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية، مع استمرار الإغلاق الشامل الذي فرضته منذ فجر اليوم الجمعة 13 حزيران/ يونيو على المدن والقرى الفلسطينية فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية لأهالي المخيمات النازحين عنها.

وفي مخيم جنين أفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال شرع بتجريف منطقة قرب مدخل المخيم واقتلع أشجار الزيتون فيها، كما جرف شارعاً وهدم جزءا ًمن جدار منزل في المنطقة المعروفة بـ"دوار الحصان" شرقي المخيم.

وكانت آليات الاحتلال المدعومة بالجرافات العسكرية وصلت بأعداد كبيرة أمس الخميس إلى مخيم جنين، وبدأت بهدم 95 منزلاً في المخيم، لاسيما في الحارة الغربية وشارعي السكة وعبدالله عزام يعد أن أخطر الاحتلال بهدمها الإثنين الماضي، لتضاف إلى قرابة 600 منزل هدمها خلال عدوانه المتواصل على المخيم، بحسب بلدية جنين.

وتشهد مدينة جنين ومخيمها سلسلة اقتحامات موسعة لعشرات المنازل يومياً في إطار العدوان المسمى "عملية السور الحديدي" وسط تصعيد عسكري واسع من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، تخلله اعتداءات واعتقالات، وسط انتشار للقناصة.

ومنذ بدء العدوان على المدينة ومخيمها وبلداتها ارتقى 40 شهيداً وأصيب 200 آخرين إلى جانب عشرات المعتقلين فيما تسبب الاحتلال بدمار واسع في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية.

كما أجبر جيش الاحتلال مئات العائلات على النزوح القسري الى خارج المخيم والقرى المحيطة، وتشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين تجاوز 22 ألف فلسطيني.

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها وسط حصار مشدد

وفي سياق متصل، يستمر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 138 يومًا في عمليته العدوانية على مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يدخل العدوان اليوم الـ125 على التوالي في مخيم نور شمس، وسط تصاعد في عمليات الهدم والتوغل، وما يرافقها من تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية.

وأفادت اللجنة الإعلامية في طولكرم بأن قوات الاحتلال دفعت مؤخرًا بتعزيزات عسكرية كبيرة، إلى جانب جرافات ثقيلة، من بوابة "نتسانيعوز" غرب المدينة.

وأشارت في بيان لها إلى انتشار فرق المشاة "الإسرائيلية" في شوارع وأحياء المدينة، حيث تقوم باعتراض تحركات السكان وإطلاق أبواق المركبات العسكرية بطريقة استفزازية.

وأوضحت اللجنة أن الساعات الأخيرة شهدت إقدام الجيش "الإسرائيلي" على إحراق محلات ومخازن تجارية تعود لعائلة فرعتاوي في شارع نابلس على أطراف مخيم طولكرم، ما تسبب بامتداد النيران إلى منزل كان جيش الاحتلال قد حوله سابقًا إلى ثكنة عسكرية.

كما قامت قوات الاحتلال بالاستيلاء على عدد من المباني السكنية المحاذية للمخيم، بعد إجبار قاطنيها على إخلائها قسرًا، في حين تواصل وضع السواتر الترابية بين مخيمي طولكرم ونور شمس، الأمر الذي ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية.

وبحسب اللجنة، تستمر الجرافات العسكرية منذ نحو أسبوع في تنفيذ مخطط هدم واسع يستهدف 106 مبانٍ في كلا المخيمين، من بينها 58 مبنى في مخيم طولكرم فقط، وتحديدًا في حارتي البلاونة والعكاشة، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.

وتشهد المخيمات ومحيطها حالة من الحصار المشدد، مع انتشار الجنود في الأزقة والمداخل، ومنع الأهالي من العودة إلى منازلهم أو تفقدها كما أفادت اللجنة بوقوع عمليات إطلاق نار تجاه المدنيين، ومنعهم من الوصول إلى ممتلكاتهم.

وفي السياق ذاته، كثفت قوات الاحتلال إجراءات التفتيش والتدقيق على حاجز "عناب" العسكري شرق المدينة، ومنعت المركبات من الدخول أو الخروج بحرية، تزامنًا مع استمرار حملات الاعتقال والمداهمات، كان آخرها اعتقال الجريح محمد جابر من مخيم نور شمس.

وأسفر العدوان المتواصل على طولكرم ومخيماتها عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات، وتضرر واسع طال المنازل والمحال التجارية والمركبات والبنية التحتية بشكل عام.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد