"اليونيسف" تحذر من موت يلاحق أطفال غزة عطشا بسبب منع إدخال الوقود

السبت 21 يونيو 2025
فلسطينيون يصطفون للحصول على المياه وسط انهيار الخدمات وتواصل الحصار
فلسطينيون يصطفون للحصول على المياه وسط انهيار الخدمات وتواصل الحصار

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" تحذيرا شديد اللهجة من أن آلاف الأطفال في قطاع غزة يواجهون خطر الموت عطشا خلال أيام، نتيجة انهيار شبه كامل في شبكات المياه؛ بسبب انقطاع الكهرباء ومنع الاحتلال "الإسرائيلي" إدخال الوقود اللازم لضخ المياه وتوزيعها.

وأكد المتحدث باسم "يونيسف"، جيمس إلدر، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأردنية عمان عقب زيارة ميدانية إلى قطاع غزة، أن ما يحدث هو "جفاف من صنع الإنسان"، مشددا على أن الكارثة ليست نتيجة تحديات لوجستية أو تقنية، بل ناتجة عن سياسات متعمدة من الاحتلال تهدف إلى حرمان السكان من أساسيات البقاء، وعلى رأسها المياه.

وأوضح إلدر أن 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب ما تزال قيد التشغيل، محذرا من توقفها بالكامل خلال أسابيع إن لم يوفر الوقود اللازم. وقال: "إن الأمراض تتفاقم بالفعل، والفوضى تشتد"، مؤكدا مجددا أن أزمة المياه ليست تقنية، بل سياسية بحتة.

وأضاف: "في غزة، أصبح الحرمان سياسة. إذا توفرت الإرادة السياسية، فستخفف أزمة المياه بين عشية وضحاها. الوقود يعني تدفق المياه من مئات الآبار الجوفية، واستعادة الإمدادات خلال يوم واحد، لكن الوقت ينفد".

ووصف إلدر مشهد الشوارع في غزة بالقول إن "كل من رأيته كان يحمل أي شيء ليستعيد المياه"، مضيفا أن الحمير باتت تحل محل الشاحنات في نقاط الإنتاج المتبقية، وتابع: "حتى الحمير تتباطأ، إذ بالكاد يكفيها الطعام للبقاء على قيد الحياة".

ومنذ انقطاع الكهرباء، بات الوقود يشكل دعامة أساسية للنظام الصحي المدمر في غزة، إذ يغذي المولدات التي تشغل أجهزة إنتاج الأوكسجين، وأجهزة دعم الحياة، والحاضنات، ويستخدم كذلك في سيارات الإسعاف. وأشار إلدر إلى أن منع الوقود لا يعني فقط توقف الإمدادات، بل انهيار سبل البقاء كافة.

وأوضح أن هناك علاقة مباشرة بين أزمة المياه وسوء التغذية، حيث يتفاقم كل منهما الآخر في "حلقة قاتلة"، مشيرا إلى أن أكثر من 110 أطفال يعانون من سوء تغذية حاد يدخلون يوميا إلى مراكز العلاج منذ بداية العام.

وتطرق إلدر إلى فوضى توزيع المساعدات، مشيرا إلى أن ما يعرف بـ"مواقع التوزيع" تقع غالبا في مناطق تعتبر عسكرية، ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة المدنيين، خاصة في ظل غياب الوضوح بشأن مواعيد فتحها وإغلاقها.

وأضاف أن هناك حالات إصابات جماعية حدثت بسبب قرارات متناقضة صدرت في اللحظة الأخيرة، قائلا: "عندما تعتبر منطقة معينة منطقة قتال ولا تفتح في الوقت المعلن، فإن الدخول إليها قد يكون قاتلا".

ووصف المتحدث باسم "يونيسف" الوضع في غزة بأنه "اللحظة الأكثر حرجا منذ بدء الحرب على الأطفال"، مؤكدا أن ما يحدث يتجاوز كافة المعايير الدولية والإنسانية.

وقال: "الوضع مأساوي للغاية. هناك حصار شبه كامل، المساعدات الإنسانية مهمشة، القتل اليومي للفتيات والفتيان في غزة لا يلاحظ، والآن أزمة وقود متعمدة تقطع أهم عنصر للبقاء: الماء".

وختم إلدر تصريحاته بالتأكيد على أن النظام الإنساني الحالي يهمش لصالح "معادلة زائفة"، قائلا: "نحن لا نقارن بالفراغ، بل بأنظمة إنسانية أثبتت نجاحها منذ الحرب العالمية الثانية. ما يجري الآن هو إقصاء لمنظومة إنسانية ناجحة منذ سبعة عقود".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد