أعربت كل من "مبادرة فلسطينيي سوريا للرقابة الشعبية – مرصد"، وهي إطار ناشط في مراقبة عمل وكالة "أونروا"، و"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، وهي جهة فلسطينية حقوقية مقرها لندن، عن قلقهما البالغ إزاء استمرار تأخّر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في صرف المساعدات النقدية الشهرية المخصصة للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا والمقيمين في لبنان، محذّرتين من تداعيات إنسانية ومعيشية خطيرة تهدد آلاف العائلات التي تعتمد على هذه المساعدات كوسيلة بقاء شبه وحيدة.
وفي بيان، استنكرت "مبادرة الرقابة الشعبية" إعلان "أونروا" الأخير بأن صرف الدفعة القادمة من المساعدات لن يتم إلا في أوائل آب/أغسطس، مشيرة إلى أن فلسطينيي سوريا في لبنان لم يتلقوا منذ بداية عام 2025 سوى دفعتين فقط.
ووصفت المبادرة هذا التأخير بالمجحف، وأشارت إلى تلقيها بلاغات من لاجئين عبّروا عن استيائهم الشديد، موثّقين أثر هذا التأخير على قدرتهم في دفع الإيجارات وشراء الأدوية والغذاء.
كما اعتبرت أن هذا النمط من التأخير، في ظل غياب أي توضيحات رسمية من الوكالة، يفتح الباب أمام مخاوف جدّية بشأن استخدام المساعدات كأداة ضغط لدفع اللاجئين إلى "عودة قسرية" إلى سوريا، رغم أن التقارير الدولية، بما فيها تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، لا تزال تؤكد أن الظروف هناك غير آمنة وغير مهيّأة لعودة طوعية وكريمة.
وأكدت المبادرة أن السبب الرئيسي وراء بقاء آلاف اللاجئين في لبنان هو الدمار الواسع الذي طال مخيماتهم في سوريا، وغياب أي خطة لإعادة الإعمار أو إعادة التأهيل، متسائلة: "إلى أين يطلب من اللاجئ أن يعود؟"
موضوع ذو صلة: مأساة اللاجئين الفلسطينيين بين دمار منازلهم في سوريا ومعاناة البقاء في لبنان
وشدد البيان على أن المساعدات النقدية هي "حق إنساني لا منّة"، وطالب "أونروا" بوضع جدول موحد وشفاف لصرف المستحقات، مع ضرورة تقديم تفسير رسمي وعاجل لأسباب هذا التأخير، وصرف المتأخرات فورًا.
كما دعت المبادرة إلى عقد لقاء مباشر بين إدارة الوكالة وممثلي اللاجئين والمبادرات المجتمعية، من أجل تعزيز الشفافية والتشاركية.
وفي السياق نفسه، حذّرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في بيان صحفي من التأخيرات المتكررة وغير المبررة في صرف المساعدات، مؤكدة أن هذا الواقع "يهدد بشكل مباشر سبل عيش آلاف العائلات".
وأوضحت المجموعة أن "أونروا" لم تصرف بعد مساعدات شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، رغم صرف دفعات فقط عن الأشهر الأربعة الأولى من العام.
كما أشارت إلى أن إعلان الوكالة نيتها صرف مساعدة شهر تموز/يوليو في آب/أغسطس من شأنه أن يفاقم معاناة اللاجئين، في ظل ظروف اقتصادية متدهورة، وتضاؤل فرص العمل، وتراكم الأعباء المعيشية.
ودعت المجموعة وكالة "أونروا" إلى تقديم توضيح رسمي وشفاف حول مصير الأشهر المفقودة، وجدولة فورية لصرفها، مؤكدة أن "اللاجئين لا يستطيعون الانتظار أكثر، فحياتهم معلّقة بهذه المساعدات".
في الختام، شدّدت كل من المبادرة والمجموعة على أن استمرار هذا الوضع دون معالجة فورية وجدية سيعمّق فقدان الثقة بالوكالة، ويزيد مستويات الغضب والتدهور الإنساني، مطالبتين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، وتوفير دعم عاجل ومستقل لفلسطينيي سوريا في لبنان.