تبدأ غدًا الأربعاء 25 حزيران/يونيو، اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بمشاركة نحو 30 دولة من الأعضاء الدائمين في اللجنة، إضافة إلى ممثلين عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، والدول المانحة، والمجموعة الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وذلك عبر تقنية "زووم".
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي، في بيان صحفي، أن الاجتماعات ستستمر على مدار يومين، وستناقش جملة من القضايا المحورية المرتبطة بأنشطة "أونروا" وخططها، من بينها: استراتيجية جمع التبرعات، وتقدّم العمل في تنفيذ توصيات تقرير "كولونا"، وتوصيات اللجنة الاستشارية السابقة، ومستوى استجابة الوكالة لها.
وبيّن أبو هولي أن الاجتماعات تنعقد في وقت حرج تواجه فيه "أونروا" عجزًا ماليًا غير مسبوق يصل إلى 504 ملايين دولار، ضمن موازنتها البرامجية الأساسية البالغة 880 مليون دولار، ما يهدد طبيعة الخدمات الأساسية التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها الخمس، ويشكل تحديًا كبيرًا أمام الدول المضيفة والمانحة على حد سواء.
وأشار إلى أن وفد دولة فلسطين سيطالب خلال الاجتماعات الدول المانحة بالتحرك الفوري لسد هذا العجز من خلال تقديم تمويل إضافي، كما سيعمل على حشد الدعم السياسي لتجديد ولاية الوكالة لفترة جديدة تمتد حتى حزيران/يونيو المقبل، لافتًا إلى أن هذه المسألة مدرجة على جدول أعمال اللجنة الرابعة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أبو هولي رفضه لأي إجراءات تقشفية تمس خدمات اللاجئين أو حقوق العاملين في "أونروا"، داعيًا الوكالة إلى التراجع عن قرارها منح 620 موظفًا من قطاع غزة، والمتواجدين في مصر، إجازة استثنائية بدون راتب، واصفًا القرار بأنه مجحف وغير مبرر.
وفي السياق ذاته، أشار إلى عقد اجتماع تنسيقي للدول العربية المضيفة صباح اليوم، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، عبر تقنية الاتصال المرئي، وذلك بهدف توحيد المواقف إزاء القضايا المطروحة على جدول أعمال اللجنة الاستشارية.
وفيما يتعلق بالدعم الدولي، رحّب أبو هولي بإعلان الاتحاد الأوروبي تقديم مساهمة مالية غير مخصصة بقيمة 52 مليون يورو لدعم "أونروا"، والتي ستُستخدم في تمويل الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، لا سيما التعليم، والرعاية الصحية الأولية، والإغاثة الإنسانية، مؤكدًا أن هذا الدعم سيسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الأزمة المالية الراهنة، وكشف في الوقت ذاته عن نية الاتحاد الأوروبي تقديم تمويل إضافي خلال المرحلة المقبلة.
وختم أبو هولي بالتأكيد على أن استمرار دعم "أونروا" وتمكينها من أداء دورها التاريخي يمثل ضرورة سياسية وإنسانية، إلى حين التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرار 194.
يذكر أن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، جدد تحذيراته من أن الوكالة تقف على شفا اتخاذ قرارات غير مسبوقة إذا لم يتم توفير دعم مالي عاجل، في ظل أزمة تمويل خانقة تهدد استمرارية خدماتها الأساسية.
وقال لازاريني، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو في العاصمة الألمانية برلين، إن أموال الوكالة تدار حاليًا على أساس أسبوعي، مشيرًا إلى أن العجز المالي يبلغ نحو 200 مليون دولار، وقد لا تبقى لدى الوكالة سوى أسابيع قليلة قبل نفاد السيولة النقدية.