عمّ الإضراب الشامل محافظة رام الله اليوم الخميس 26 حزيران/ يونيو حداداً على أرواح ثلاثة فلسطينيين قتلهم المستوطنين وسط حالة من الغضب الشعبي فيما تواصلت اعتداءات الجيش "الإسرائيلي" على الفلسطينيين ومنازلهم في ظل حملة اعتقالات موسعة طالت 34 فلسطينياً على الأقل بينهم أسرى محررون، وطلبة جامعات، وصحفيون، في إطار هجمة شرسة تطال قرى وبلدات ومخيمات للاجئين في كافة محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأعلنت القوى الوطنية في محافظة ام الله والبيرة عن إضراب تجاري شامل حدادا على أرواح ثلاثة من الشهداء قضوا خلال هجوم لمستعمرين على بلدة كفر مالك شرقي المدينة وجرت مراسم تشييعهم وسط غضب وحزن شعبي فيما أصيب 7 آخرون بالرصاص الحي.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قالت إن طواقمها تعاملت مع 5 مصابين من بلدة كفر مالك شرق رام الله، عقب إصابتهم برصاص المستعمرين، واصفة جروحهم بالخطيرة.
وقالت مصادر محلية: إن عشرات المستعمرين هاجموا بلدة كفر مالك، وأحرقوا مركبات ومنازل لفلسطينيين في البلدة، وسط محاولات من فلسطيني البلدة والقرى المجاورة التصدي لهم.
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تصريح للتلفزيون العربي ارتكاب المستوطنون أكثر من 5 آلاف هجوم واعتداء بالضفة الغربية لافتا إلى استشهاد 26 فلسطينيا في الضفة الغربية وإقامة 80 بؤرة استيطانية إلى جانب إشعالهم 450 حريقاً وذلك منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة مشيراُ إلى أن هناك تبادل وظيفي بين سلطات الاحتلال ومستوطنيه في تصعيد عدوانهم على الضفة.
حماس تدعو للتصدي لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس هجوم المستوطنين مؤكدة أنها تستدعي وقفة جادة وتشكيل لجان حماية رسمية وشعبية عاجلة للتصدي لهذه الجرائم وكافة مؤسساته الرسمية والشعبية للتصدي لهذه الجرائم.
واعتبرت الحركة خلال بيان مقتضب أن جريمة الاحتلال في بلدة كفر مالك وما سبقه من عدوان للمستوطنين على البلدة وإحراقهم مركبات ومنازل لفلسطينيين في البلدة، يعبّر عن نهج متأصل في العدو الصهيوني الذي يهدف لقتل كل ما هو فلسطيني.
وشددت على ضرورة التصدي لهجمات المستوطنين في كافة نقاط التماس بالضفة الغربية المحتلة داعية السلطة وأجهزتها الأمنية لأخذ دورها الطبيعي في حماية الفلسطينيين وتوفير الأمن لهم، كما دعتها للإفراج الفوري عن كافة المقاومين والمعتقلين السياسيين لديها.
ومع استمرار اقتحام منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية شهدت محافظة نابلس، اعتقال قوات الاحتلال 14 فلسطينياً بينهم اثنين من الطلبة الجامعيين وأسير محرر عقب مداهمة عدد من أحياء المدينة وبلداتها ومخيمات اللاجئين، حيث فتشت المنازل وعبثت بمحتوياتها، مخلفة دماراً واسعاً.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت حي خلة العامود في مدينة نابلس واعتقلت الصحافي مجاهد طبنجة بعد مداهمة منزله.
وفي محافظة الخليل، داهمت قوات الاحتلال عدة بلدات، واعتقلت ستة فلسطينيين، بينهم أحمد مصري الفروخ، وائل موسى شاكر، ومراد طلال الفروخ من بلدة سعير، ورمزي مسالمة من بيت عوا، وسامر جمال مضية من حلول، ويوسف حسن مسالمة من يطا كما تعمدت تحطيم أبواب المنازل وتخريب الأثاث والممتلكات.
أما في قلقيلية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، وهم: الفتى إبراهيم منصور، والشاب نزار عدوان من حي كفر سابا، والشاب إسلام الطويل من قرية فرعتا شرق المحافظة، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
وخلال اقتحام حي كفر سابا، أقدم جنود الاحتلال على تحطيم صرح الشهيدين علاء نزال وأنس قراقع.
وفي بيت لحم، في قرية العروج أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسير المحرر علي العروج، الذي سبق وأفرج عنه في صفقة "طوفان الأحرار"، وذلك بعد اقتحام منزله بحسب مصادر محلية أكدت أن الاحتلال اعتقل نحو 20 شابا من القرية خلال حملة الاقتحامات.
وفي السياق نفسه هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين قرب قرية المنيا جنوب شرق المحافظة، عبر رشقها بالحجارة، دون أن تسجل إصابات أو أضرار جسيمة.
كما شهدت منطقة الأغوار الشمالية تصعيدًا من قبل المستوطنين، حيث اقتحم مستعمرون قرية عرب المليحات شمال غرب أريحا برفقة مواشيهم، تحت حماية قوات الاحتلال، وانتشروا بين مساكن الفلسطينيين في محاولة لترهيبهم وفرض أمر واقع جديد.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الانتهاكات اليومية بحق الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه في إطار سياسة "إسرائيلية" ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان، خاصة في المناطق المهددة بالاستيطان والضم.