شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات طالت مدارس وخيام لإيواء النازحين عقب يوم دام خلف 100 شهيد ضمن مجازر وحشية راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء، بينما أبيدت عائلات بأكملها بالتزامن مع استهداف طالبي المساعدات في نقاط التوزيع، وسط استمرار الانتقادات الأممية للشركة الأميركية المُنفِّذة لعملية التوزيع عبر نظامٍ يفتقر للإنسانية ويعمّه الفوضى.
وأعلنت المصادر الطبية أن حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم السبت 28 حزيران/ يونيو ارتفعت إلى أكثر من 21 شهيداً بينهم أطفال.
وكانت الساعات الماضية قد خلفت نحو 100 شهيد إثر قصف جيش الاحتلال تجمعا كبيرا للخيام بمحيط مدرسة العائلة المقدسة بحي الرمال غربي مدينة غزة، ما أدى إلى فقدان أعداد كبيرة من النازحين تحت الرمال.
فيما أدى القصف الذي أسفر عن حفرة عميقة بقطر 20 مترا، إلى طمر أكثر من 15 خيمة للنازحين ودفن عائلات كاملة تحت الرمال، ووصل جثامين 3 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى الشفاء فيما لا تزال أعمال البحث جارية عن شهداء ومفقودين.
وتجدر الإشارة إلى أن عائلة أبو عمشة قد مُسحت من السجل المدني يوم أمس، إثر قصف غاشم استهدف خيمتهم في حي الرمال بمدينة، وهم: الشهيد بلال محمد نمر أبو عمشة، وزوجته تغريد،️ ووالدته فتحية، ونجليه: محمد، وأمجد، وبناته: نور، وإسراء، ️ورهف، وفاطمة، وأمل.
وفي مجزرة أخرى ارتقى 8 فلسطينيين بينهم 5 أطفال، إثر قصف استهدف مدرسة أسامة بن زيد التي تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمال غزة.
واليوم حيث دخلت حرب الإبادة عقب استئنافها في 2آذار/ مارس الماضي، اليوم ال103، ارتقى 3 فلسطينيين في قصف طائرة مسيّرة منطقة دوار الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وشمالي قطاع غزة ارتقى طفلان جراء القصف المدفعي لمنزلين في جباليا البلد، في الوقت الذي تواصل فيه القصف العنيف وتدمير المنازل في جباليا.
أما جنوبي قطاع غزة، استشهد 6 فلسطينيين في قصف "إسرائيلي" استهدف خيمة تؤوي نازحين لعائلة أبو طعمية في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وفي استهداف آخر، استشهد 4 فلسطينيين جراء استهدافهم في منطقة القرارة بخان يونس جنوبي قطاع غزة أثناء تفقد منزلهم.
فيما ارتقى شهيد، وأصيب آخرون، بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح، وترتفع ووفقا لوزارة الصحة بغزة، ليبلغ عدد ضحايا استهداف المساعدات 549 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 4 آلاف قرب مراكز المساعدات، وفي المناطق التي كان السكان ينتظرون فيها شاحنات الغذاء.
ووسط قطاع غزة، استشهد اثنين من الفلسطينيين من عائلة الحميدي في قصف الاحتلال تجمعا للسكان شرق مدينة دير البلح، ويكثف من غاراته شرق مخيم البريج.
ويأتي ذلك فيما أصدر جيش الاحتلال أوامر نزوح قسري جديدة من مناطق وسط قطاع غزة، ضمن مخططات التهجير القسري المستمرة.
وطالب الاحتلال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، منتصف الليلة الماضية، "الموجودين في منطقة بلديات النصيرات، والزهراء، والمغراقة، في أحياء الساحل الشمالي، والنزهة، والبوادي، والبسمة، والزهراء، والبساتين، وبدر، وأبو هريرة، والروضة والصفا (...)، الاخلاء فورا جنوبا إلى منطقة المواصي".
وحذر جيش الاحتلال المواطنين من العودة إلى المناطق التي وصفها بأنها أماكن "قتال خطيرة"، أي المناطق التي أنذرهم بإخلائها.
وخلفت حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدعم أميركي نحو 189 ألفًا بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح المئات، بينهم أطفال.
وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس، مع وصول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى "أبعاد مروعة".
وقال إن وقف إطلاق النار الأخير بين "إسرائيل" وإيران هو ما يدعو إلى الأمل، لكنه أشار إلى أن سكان غزة يتعرضون للقتل في أثناء البحث عن الطعام.
وأضاف: "لا يجب أبداً أن يكون البحث عن الغذاء حكماً بالإعدام"، مشيراً بشكل غير مباشر إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل في غزة.
وجدد غوتيريس مطالبته بتحقيق ثلاث خطوات عاجلة، هي الوقف الفوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، والوصول الإنساني الكامل ودون أي عراقيل.