واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه المتصاعد على محافظات الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين صباح اليوم الأحد 29 حزيران/ يونيو، حيث اعتقل ما يزيد عن 10 فلسطينيين ضمن حملات مداهمة تخللها اعتداءات على منازل الأهالي والأسرى المحررين، بينما أقدم الاحتلال على تفجير منزل في مخيم جنين في إطار العدوان المستمر على مخيمات الشمال.
وفي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، أُصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب معبر الظاهرية أثناء محاولته الوصول إلى الداخل الفلسطيني للعمل، بحسب ما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي بلدة مسافر يطا جنوب المدينة، تعرض مسن يبلغ من العمر 85 عاماً للاعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال خلال حملة مداهمات عنيفة في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية خلة الضبع بمسافر يطا، واعتدت بالضرب على الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، ونكلت بهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض وكدمات، حيث نقل المسن علي الدبابسة (85 عاما) إلى المستشفى، بعد ان أغمي عليه، بسبب تعرضه للضرب.
وفي غضون ذلك، اعتقل جيش الاحتلال الفلسطيني أيوب اعبيد بعد اقتحام منزله في منطقة إخلال الحمص قرب سوسيا، حيث صادرت قوات الاحتلال مركبته وعدداً من الهواتف المحمولة.
وتزامناً مع هذه الانتهاكات، اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من منازل الأسرى، واعتدت على سكانها، وعبثت بمحتوياتها، في إطار سياسة الترهيب الجماعي بحق أهالي المدينة.
ووسط الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا غربي مدينة رام الله، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز، دون ورود أنباء عن إصابات.
بينما بمدينة القدس المحتلة، اقتحمت شرطة الاحتلال أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ونفذت جولات وصفت بالاستفزازية، خاصة في حي وادي ياصول، بالتوازي مع اقتحامات نفذها عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وفي تلك الأثناء، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد على شكل مجموعات متفرقة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية ورقصات في المنطقة الشرقية من المسجد، وسط إجراءات أمنية مشددة منعت العديد من المصلين الفلسطينيين من الدخول.
وفي سياقٍ متصل، سلّمت سلطات الاحتلال عائلة برقان في حي وادي ياصول قراراً يقضي بهدم منزلها قسرياً بحجة البناء دون ترخيص وتبلغ مساحة المنزل نحو 100 متر مربع، ويقطنه قصي برقان مع أبنائه الثلاثة ووالديه، حيث مُنحت العائلة مهلة حتى الأربعاء القادم لتنفيذ الهدم ذاتياً، وإلا ستقوم جرافات البلدية بهدمه بالقوة.
أما مدينة نابلس، فقد شهدت اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مخيمي بلاطة وعسكر شرق نابلس وسط تخريب للممتلكات العامة.
وأفادت مصادر محلية بأن بتوغل عدد من الجيبات يرافقها جرافة عسكرية داخل مخيم بلاطة شرق نابلس، حيث شرع الجنود "الإسرائيليون" بأعمال تخريب لصرح الشهداء، ومدخل مقر حركة فتح داخل المخيم.
وأضافت المصادر ذاتها، اقتحام جيش الاحتلال مخيم عسكر القديم شرق نابلس، ما أسفر عن اندلاع مواجهات، دون لم يبلغ عن اعتقالات، أو اصابات.
إرهاب المستوطنين يتصاعد في بلدات وقرى بالضفة الغربية
يأتي ذلك فيما هاجم مستوطنون منزل عائلة صوفان في قرية بورين جنوب نابلس، وطالبوا سكانه بمغادرته، في تصعيد خطير يهدف إلى تهجير السكان قسراً. كما نصب المستوطنون خيمة أمام المنزل في خطوة ترهيبية.
وفي قرية تل جنوب نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة بين الأهالي والمستوطنين وقوات الاحتلال من جهة أخرى، فيما أفادت مصادر محلية باستمرار اعتداءات المستوطنين على منازل المواطنين في قرية بورين.
أريحا وطوباس: تهجير عائلات من منازلها
شهد تجمع شلال العوجا شمال أريحا اقتحاماً من قبل مجموعة من المستوطنين، الذين تجولوا بين مساكن الفلسطينيين، ضمن سلسلة من ممارساتهم الاستفزازية بحق سكان التجمعات البدوية.
وفي خربة سمرا قرب طوباس، اضطرت ست عائلات فلسطينية إلى مغادرة منازلها تحت وطأة اعتداءات المستوطنين المستمرة، والتي ازدادت حدة خلال العامين الماضيين.
في حين واصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام في بلدات عنبتا وبلعا شرق طولكرم، وعتيل ودير الغصون، بالإضافة إلى قرية باقة الحطب شرق قلقيلية وبلدة عقابا شمال طوباس.
كما يتواصل الحصار المشدد المفروض على مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط تحركات عسكرية كثيفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، في إطار خطة "إسرائيلية" لهدم 106 مبانٍ في المخيمين.
وفي جنين، فجرت قوات الاحتلال منزلاً داخل مخيم جنين، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان ودوي انفجار سُمع في أنحاء متفرقة من المدينة.
وواصلت جرافات الاحتلال عمليات الهدم، تنفيذاً لخطة أعلنت عنها سلطات الاحتلال في التاسع من يونيو الجاري لهدم نحو 95 منزلاً في المخيم.
وأكدت بلدية جنين أن أكثر من 600 منزل دُمر بشكل كلي منذ يناير الماضي، إلى جانب تدمير جزئي لعشرات المنازل والممتلكات، ما جعلها غير صالحة للسكن دون إعادة إعمار عاجلة.
يأتي هذا التصعيد في سياق عملية عسكرية واسعة بدأتها قوات الاحتلال في 21 يناير الماضي انطلاقاً من مدينة جنين ومخيمها، ثم توسعت لتشمل مناطق أخرى مثل مخيمي طولكرم ونور شمس، وتستمر وسط معاناة إنسانية يعيشها اللاجئون المهجرون من منازلهم ومخيماتهم..