عزت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" توقف المساعدات المالية والعينية المقدمة للاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى انسحاب عدد من الدول المانحة وتقليص التزاماتها، ما تسبب بأزمة تمويل حادة أجبرت الوكالة على تجميد كافة الدورات المالية والمساعدات الغذائية، إضافة إلى إنهاء عقود موظفي قسم توزيع المساعدات.
جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عقدته لجنة التنمية والخدمات في مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، مع وفد من وكالة "أونروا"، بحضور ممثلين فاعلين عن المجتمع المحلي.
وضم وفد الوكالة كلاً من ماهر الواوي، مدير منطقة دمشق، وأنس خليفة، رئيس دائرة دمشق في الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، ورؤساء الأقسام، ومدير خدمات التجمع التابع لـ"أونروا".
وأوضح وفد الوكالة أن الوضع المالي الحالي بالغ الحرج، حيث لا يتوفر لدى "أونروا" سوى ما يكفي لتغطية نفقات التشغيل حتى نهاية شهر آب/أغسطس المقبل، مؤكدين أنهم يبذلون جهوداً حثيثة لتأمين تمويل جديد، رغم غياب الوعود الواضحة من الجهات المانحة حتى الآن.
إلى جانب الأزمة المالية، ناقش الاجتماع عدداً من القضايا الخدمية التي تهم سكان المخيم، لا سيّما في مجالي الصحة والتعليم.
في قطاع الصحة، قدم وفد الوكالة شرحاً لآلية التحويلات الطبية، وأسماء المشافي المتعاقدة مع "أونروا"، وآلية صرف الفواتير بالدولار الأميركي، مع التشديد على ضرورة الالتزام بنظام المواعيد الجديد الذي ستصدره الوكالة قريباً لتقليل الازدحام في العيادات. كما أكد الوفد أن خدمات الرعاية الصحية عن بعد ما تزال متوفرة ومجانية.
أما على صعيد التعليم، فأعلنت "أونروا "عن افتتاح مدرسة جديدة في المخيم مع بداية العام الدراسي القادم، وبدء أعمال ترميم وتجميل في مدرسة الأقصى. كما أشار الحضور إلى الجهود الجارية لتحسين آلية تقديم الطلبات والخدمات من خلال تطبيق "eUNRWA"، وتعزيز دور الباحثين الاجتماعيين وموظفي التسجيل لتسهيل وصول اللاجئين إلى الخدمات المختلفة.
وشددت "أونروا" ولجنة الخدمات على أهمية تفعيل صناديق المقترحات والشكاوى والأرقام المخصصة داخل المراكز، داعين اللاجئين إلى استخدامها والمساهمة في تحسين جودة الخدمات، مع وعد بالتعامل الجدي مع كل ملاحظة أو اقتراح يقدم.
وعمّق تأخر وكالة "أونروا" في صرف معوناتها المالية للاجئين الفلسطينيين في سوريا من تأزم أوضاعهم المعيشية، في ظل ارتفاع الأسعار وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي في سوريا، وسط نسب فقر تتجاوز 90% في صفوف فلسطينيي سوريا، بحسب "أونروا" ذاتها. علماً أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لم يحصلوا على المساعدات سوى مرة واحدة منذ مطلع العام 2025 الجاري.