يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر الوحشية بحق الفلسطينيين النازحين وسط ظروف إنسانية كارثية، إثر انتشار سوء التغذية ونقص الدواء وانتشار الأمراض، في الوقت الذي لم يتوقف عن استهداف المجوعين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، حيث بلغت حصيلة الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 80 شهيداً.
فيما أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 32 فلسطينيا منذ فجر اليوم الأحد 6 تموز/ يوليو، بغارات شنتها طائرات الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة بينهم 29 شهيدًا بمدينة غزة.
واستهدف جيش الاحتلال منازل وخيام تؤوي نازحين خلال الساعات الماضية، أسفرت عن عدد من الشهداء والمفقودين في وقت تعمل فرق الدفاع المدني على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، أبرزها في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وكان الدفاع المدني قد أعلن عن ارتقاء نحو 12 شهيداً من بينهم 4 أطفال، إثر قصف الاحتلال لمنزل في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، مخلفًا دمارًا كبيرًا في المنطقة.
وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شقة بحي التفاح شرق غزة، بينما أصيب فلسطينيان في قصف آخر على شارع كشكو بحي الزيتون.
وشمالي قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال شن غاراته العنيفة على بلدة جباليا ومخيمها.
وفي جنوب القطاع، أفادت فرق الإسعاف باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال رفح.
كما استشهد 4 أشخاص وأصيب آخرين في قصف "إسرائيلي" على خيمة نازحين غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
من جهة أخرى، أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بياناً تؤكد فيه أن العميل "ياسر أبو شباب" وعصابته أصبحوا خارجين عن الهوية الوطنية وأن دمهم مهدور.
وقالت في بيانها: إن هؤلاء العملاء يعملون بأوامر الاحتلال، وهم منبوذون من شعبنا وفصائل المقاومة.. مصيرهم مزابل التاريخ ووصمة عار أمام الله والوطن".
كما أشادت بمواقف العشائر والعائلات الفلسطينية التي ترفض خيانة هذه الفئة المارقة مشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني واع ويميز بين العملاء والمخلصين لقضيته".
أوضاع كارثية في غزة.. المجاعة والأمراض تتفاقم
ويأتي ذلك فيما أكد مروان الهمص، مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة، أن الوضع في القطاع أصبح كارثيا بشكل كبير بسبب نقص الغذاء والمياه وانتشار الأمراض.
وأوضح الهمص أن النقص الحاد في الموارد الأساسية يزيد من معاناة السكان ويصعب تقديم الخدمات الطبية الطارئة، مما يهدد حياة الكثيرين في ظل الأوضاع الحالية.
وأشار إلى أن المستشفيات تعمل بأقصى طاقتها وسط ظروف صعبة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الدعم اللازم لإنقاذ حياة المدنيين.
وعلى الصعيد ذاته، كشف رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أن أكثر من 100 ألف طفل يعانون من درجات متقدمة من سوء التغذية مشيراً إلى تناقص كبير في كميات المياه في القطاع.
وقال في حديث لقناة الجزيرة: "قدرتنا على نقل المياه تتضاءل بسبب نقص الوقود" مطالباً بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود للقطاع.
بدوره، طالب برنامج الأغذية العالمي، بفتح المزيد من الطرق الآمنة للوصول إلى جميع السكان شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
وشدد البرنامج العالمي التابع للأمم المتحدة، في منشور عبر منصة "إكس"، على ضرورة عدم تواجد مسلحين قرب مسارات الشاحنات أو نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، كما طالب بشكل عاجل بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وجدّد تحذيره من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص هناك محروم من الحصول على الطعام لأيام متتالية.
وأوضح البرنامج الأممي، مواصلته تقديم مساعدات غذائية مُنقذة للحياة داخل غزة، على الرغم من تدهور الوضع الأمني، ومحدودية الوصول، وتزايد يأس المجتمعات المحتاجة للمساعدات الغذائية.