قمعت السلطات المغربية، مساء الأحد 6 تموز/يوليو، وقفة احتجاجية سلمية نظّمتها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" أمام مسرح محمد الخامس في العاصمة الرباط، رفضاً لمشاركة أكاديميين "إسرائيليين" في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، الذي افتُتح في المكان ذاته.
الوقفة التي انطلقت عند الساعة الخامسة مساءً، عبّر المشاركون فيها عن رفضهم لما وصفوه بـ"تدنيس المسرح الوطني" من قبل أكاديميين تابعين لجامعات "إسرائيلية" متورطة في دعم حرب الإبادة التي تشنّها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني، عبر تزويد جيش الاحتلال بالتقنيات والخبرات العلمية المستخدمة في ارتكاب الجرائم، خصوصاً في غزة.
وقد عمدت قوات الأمن إلى محاصرة المحتجّين ومنعهم من الاقتراب من جنبات المسرح، رغم تأكيد المنظّمين والمشاركين على سلمية تحركهم، قبل أن تبدأ عناصر الأمن بدفعهم وضربهم بقوة نحو شارع محمد الخامس، وصولاً إلى محيط بنك المغرب، ما أدى إلى إصابات متفاوتة في صفوف المتظاهرين.
وأصيب خلال القمع عدد من النشطاء المنظّمين، بينهم الحقوقي غسان ابن وازي، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الرئيس السابق للجمعية عزيز غالي، وعدد من المواطنين الذين تعرّضوا للرضوض والسقوط جراء تدخل الشرطة.
ورفع المشاركون شعارات نددت بالتطبيع الأكاديمي مع الاحتلال، مؤكدين أن "الجامعة فضاء للمعرفة الحرة، لا منصة لتبييض صورة المؤسسات الصهيونية"، مشددين على أن هؤلاء المشاركين "الإسرائيليين" ليسوا علماء، بل مجرمو حرب، ينتمون إلى جامعات شاركت في الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي ختام الوقفة، ألقيت كلمات باسم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وباسم الجبهة المغربية، أكدت إدانة الجبهة والحركة بشدة لهذا الحضور الصهيوني، واعتبرت أن السماح لهم بدخول المغرب "يشكّل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية وتطبيعاً مرفوضاً شعبياً وأخلاقياً".
وعبّر المنظّمون عن استنكارهم للجوء "المخزن"، في إشارة إلى السلطة المغربية، إلى المقاربة الأمنية في مواجهة الأصوات الرافضة للتطبيع، مؤكدين أن "لجوء الدولة إلى العنف بدل فتح النقاش الحر يثبت أن إرادة تمرير التطبيع أقوى لديها من احترام إرادة الشعب المغربي الرافض له".
وأكد المشاركون أن هذا الشكل من التطبيع "لن يُفلح في تغيير البوصلة الشعبية"، داعين كافة القوى الحيّة في المغرب إلى الاستمرار في مواجهة كافة أشكال الاختراق الصهيوني للمشهد الثقافي والعلمي، واعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية بامتياز، لا تقبل المساومة أو المقايضة.
اقرأ/ي أيضاً: تصاعد الدعوات لمقاطعة منتدى علم الاجتماع في الرباط رفضاً لمشاركة الاحتلال.