أثارت زيارة المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية "مايكل آر. فينزل" لـ مخيم نور شمس شرقي طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة برفقة مسؤولين من السلطة الفلسطينية، موجة استياء شعبي ورفض واسع من سكان المخيم واللجنة الشعبية، التي قاطعت الزيارة واعتبرتها ذات "طابع أمني" يخدم أجندات "إسرائيلية" أميركية.

وخلال جولته، التي رافقه فيها وزير الداخلية زياد هب الريح ومحافظ طولكرم عبد الله كميل، أبلغ "فينزل" المسؤولين الفلسطينيين بأن العملية العسكرية "الإسرائيلية" في مخيم نور شمس قد انتهت، بحسب ما نقله المحافظ كميل لـ"العربي الجديد".

ومع ذلك، أكد كميل أنه لا يوجد انسحاب "إسرائيلي" رسمي حتى اللحظة، وأن قوات الاحتلال ما تزال تمنع أي عملية إعمار أو بناء، خصوصًا في الشوارع التي شقّتها آليات الجيش "الإسرائيلي" على أنقاض منازل المدنيين.

اللجنة الشعبية: زيارة أمنية مرفوضة شعبيًا

نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، قال في تصريحات صحفية: إن "زيارة فينزل حملت طابعًا أمنيًا بحتًا"، وإن الوفد الأميركي "ينظر بعين الفهم الأمني الإسرائيلي".

وأضاف: "الناس رفضت الزيارة، وكانت هناك اليوم وقفة احتجاجية على دوار جمال عبد الناصر".

وأكد الشاويش أن الوفد الأميركي جاء بهدف فرض هيكلة جديدة للمخيم في ظل تدميره الممنهج من قبل الاحتلال، وهو ما ترفضه اللجنة رفضًا قاطعًا.

كما أعلن عن انسحاب اللجنة الشعبية من "لجنة كرامة" التي شكّلتها محافظة طولكرم لإغاثة النازحين، لما وصفه بـ"تغييب اللجنة الشعبية عن المشاورات والقرارات".

وأشار الشاويش إلى أن الاحتلال ما يزال ينفذ أعمال تجريف داخل المخيم، وأن الأنباء عن انتهاء العملية العسكرية "ليست سوى تضليل للرأي العام"، مؤكدًا إحراق 4 منازل فجر اليوم، واستشهاد فلسطيني مؤخرًا على مدخل المخيم.

الاحتلال أعاد هندسة المخيم وهدد بقصف أي إعادة بناء

من جهته، اكد محافظ طولكرم عبد الله كميل بأن الاحتلال فرض واقعًا جديدًا في مخيم نور شمس، قائلاً: "نحن لا نعترف بالهندسة الجديدة، لكن الاحتلال هدد بقصف أي عملية إعادة بناء على الشوارع التي فتحها".

وكشف كميل أن اللقاء مع "فينزل" تناول موضوع إعادة الإعمار، وأن الجانب الأميركي وعد بتوفير تمويل لشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، لكن إعمار المساكن المدمرة يبقى مرهونًا بموقف الاحتلال.

وبحسب كميل، فإن الاحتلال دمر وفتح الشوارع التي يريدها، ولم تُطلق عليه رصاصة واحدة، واعتقل عددًا كبيرًا من المطلوبين، وهو ما يراه دليلاً على أن "إسرائيل حققت أهدافها من العملية العسكرية".

ووفق معطيات رسمية من بلدية طولكرم، فقد هدم الاحتلال 280 وحدة سكنية كليًا في مخيم نور شمس كما هدم 320 وحدة كليًا في مخيم طولكرم.

في حين دمّر أكثر من 4500 وحدة سكنية جزئيًا في المخيمين وهجر أكثر من 40 ألف فلسطيني كما أسفر العدوان عن استشهاد 14 فلسطينيًا حتى الآن فيما لا تزال مداخل المخيمات مغلقة بالسواتر الترابية.

وتأتي زيارة "فينزل" في سياق ازدياد وتيرة التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وأجهزة السلطة، وفق ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والتي كشفت أن قوات السلطة الفلسطينية تنفذ حملات اعتقال ضد المقاومين بالتوازي مع استمرار العدوان "الإسرائيلي".

كما ذكرت قناة "i24NEWS" العبرية أن المخطط الجاري تنفيذه في مخيم نور شمس قد يتم تعميمه على مخيمات أخرى في الضفة الغربية في حال نجاح التجربة، في حين أكدت مصادر أمنية "إسرائيلية" أن أي نقل محتمل للمسؤولية الأمنية للسلطة سيكون مشروطًا بمنح "حرية عمل كاملة" للجيش "الإسرائيلي" لتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال وقتما يشاء.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد