أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة 11 تموز/ يوليو، ارتفاع عدد شهداء "مصائد الموت" إلى 798، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة، منذ نهاية أيار/مايو الماضي.

وقال متحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للصحافيين: إن 615 من هؤلاء استشهدوا في محيط مواقع تابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" أثناء تلقيهم المساعدات الغذائية، بينما استشهد 183 آخرون على طرق قوافل المساعدات.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن، يوم أمس، أن عدد ضحايا المدنيين الذين استهدفوا من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب ما يُعرف بـ"مصائد الموت" — وهي مراكز توزيع المساعدات الأمريكية – "الإسرائيلية" — قد ارتفع إلى 773 شهيدًا، إضافة إلى 5,101 مصاب و41 مفقودًا، وذلك منذ بدء تشغيل تلك المراكز في 27 أيار/مايو 2025 وحتى اليوم.

وأكد المكتب في بيان صحفي أن هذه الأرقام تظهر حجم الجريمة الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين الجائعين الذين يحاولون الحصول على ما يسد رمقهم من الغذاء، معتبرًا أن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت حقيقية.

وأضاف البيان: "ندين بأشد العبارات هذه الجرائم المتواصلة، ونحمّل الاحتلال الإسرائيلي والدول المنخرطة في هذه الإبادة الجماعية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة عن دعمهم المباشر وغير المباشر لهذه الجرائم".

ودعا المكتب الإعلامي المجتمع الدولي وكافة الدول الحرة إلى الضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مطالبًا بتوفير ممرات آمنة وسريعة لإدخال المساعدات الإنسانية قبل فوات الأوان.

من جانبه، ذكر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، أن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال والجائعين"، قائلاً: "لا مخرج. خيارهم بين الموت جوعًا أو إطلاق النار عليهم".

وشدد لازاريني على أن التقاعس سيجلب المزيد من الفوضى، مؤكداً أن "الوقت قد حان للتحرك"، على حد وصفه.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد سلّطت الضوء على ارتقاء 15 فلسطينيًا، بينهم تسعة أطفال وأربع نساء، في قصف استهدف مدنيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية للأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما أعلنت المنظمة.

وأفادت "يونيسف" بأن التقارير أوردت إصابة ما لا يقل عن 30 شخصًا آخر، بينهم 19 طفلًا، بجروح متفاوتة جراء الهجوم الذي استهدف نقطة توزيع تابعة لمنظمة "بروجكت هوب" (Project HOPE)، وهي منظمة إنسانية شريكة لليونيسف.

وقالت "يونيسف" في بيان صادر عنها: "قصف الأسر التي تحاول الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة أمر غير معقول وغير مقبول". وأشارت إلى أن الضحايا كانوا من بين آلاف المدنيين الذين يعيشون ظروفًا إنسانية مأساوية بسبب الحصار المفروض على القطاع ونقص المساعدات الغذائية والطبية.

وتطرّق البيان إلى قصة مؤلمة لأم تدعى دنيا، فقدت رضيعها محمد البالغ من العمر سنة واحدة، والذي كان قد نطق بكلماته الأولى قبل ساعات من مقتله. وتقبع الأم الآن في المستشفى مصابة بجروح خطيرة، وهي تحتضن حذاء طفلها الصغير.

وأكدت المنظمة أن "هذا هو الواقع القاسي الذي يعيشه العديد من المدنيين في غزة بعد أشهر من الجوع واليأس، وغياب الالتزام بحماية المدنيين من قبل أطراف النزاع".

ودعت "يونيسف" سلطات الاحتلال إلى "مراجعة قواعد الاشتباك بشكل عاجل لضمان الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، وإجراء تحقيق شامل ومستقل في الحادثة".

كما كررت المنظمة دعوتها إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، مشددة على أن "إنهاء معاناة الأطفال والمدنيين يجب أن يكون أولوية دولية عاجلة".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد