تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 166 على التوالي عدوانها الشامل على مدينة طولكرم ومخيميها، عبر عمليات هدم موسعة للمباني السكنية، واقتحامات عنيفة وتهجير قسري للسكان، في واحدة من أخطر الحملات الممنهجة التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن جرافات الاحتلال الثقيلة واصلت منذ ساعات صباح اليوم الجمعة 11 تموز/ يوليو أعمال الهدم في حارة المربعة داخل مخيم طولكرم، ضمن مخطط "إسرائيلي" يهدف إلى تدمير 104 مبانٍ تضم حوالي 400 منزل سكني، في تجاهل صارخ لقرار المحكمة العليا "الإسرائيلية" القاضي بتجميد أوامر الهدم.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت رسميًا الأسبوع الماضي عن نيتها تنفيذ عملية هدم جماعية في مخيم طولكرم، وهو ما بدأ فعليًا من خلال هدم عشرات المنازل في حارات عدة خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا السياق، سمحت قوات الاحتلال لعشرات العائلات التي لم تتمكن من الإخلاء سابقًا بالدخول إلى منازلها لإخراج مقتنياتها، وتحديدًا من 54 منزلاً مدرجًا ضمن قائمة الهدم، إلا أن العملية جرت وسط إجراءات أمنية مشددة شملت التنكيل، والاحتجاز، وعرقلة الإخلاء، وصولاً إلى إطلاق الرصاص الحي على السكان.
وفي موازاة ذلك، يتعرض مخيم نور شمس المجاور لحصار عسكري خانق وعدوان متواصل لليوم الـ153 على التوالي حيث أفادت مصادر محلية بوجود انتشار كثيف لجنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية في جبل النصر وحارة العيادة.
وبحسب المصادر المحلية فإن جيش الاحتلال اقتحم عدداً من المنازل وحولها إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها قسرًا، كما أطلق النيران الحية على أي تحرك سكاني قرب المخيم، فيما دوّت أصوات انفجارات بشكل متكرر من داخله.
ويرتكب الاحتلال في مخيم نور شمس عمليات هدم وحرق متعمدة طالت حتى الآن 48 مبنى من أصل 106 مستهدفة في المخيمين، ما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية، وفصل الأحياء عن بعضها البعض بفعل شق شوارع عسكرية جديدة داخل المخيم.
وأسفر هذا التصعيد العسكري الخطير عن تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني فيما تم تدمير أكثر من 600 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلاً بشكل جزئي، وسط استمرار فرض الحصار الكامل على مداخل المخيمين بالسواتر الترابية والجدران الاسمنتية، وتحويلهما إلى مناطق أشباح خالية من الحياة.