أوردت هيئة البث "الإسرائيلية" اليوم الأحد 13 تموز/ يوليو، أن السلطات "الإسرائيلية" تتابع استعدادات نشطاء دوليين مؤيدين للفلسطينيين لإطلاق سفينة "حنظلة" من إيطاليا ضمن أسطول الحرية، في محاولة جديدة لكسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.

وخلال مؤتمر صحفي عقد على متن السفينة، أكدت إحدى المشاركات في الفريق أنهم يبحرون من أجل كسر الحصار "الإسرائيلي" غير القانوني على غزة، قائلة: "وعدنا سكان غزة بأننا لن نتوقف حتى يتم كسر الحصار وتحرير فلسطين، مضيفة: "نمثل إرادة الشعوب، وجبن حكومات العالم التي تساند إسرائيل لا يمثلنا".

وكان تحالف أسطول الحرية قد أعلن الأسبوع الماضي عن انطلاق سفينة "حنظلة" يوم 13 يوليو/تموز من ميناء سيراكوزي الإيطالي، ضمن مهمة إنسانية بحتة تهدف إلى إيصال مساعدات رمزية إلى سكان غزة المحاصرين، على الرغم من المخاطر والتحديات الأمنية التي واجهت قوارب سابقة.

وأكد التحالف عبر صفحته على "فيسبوك" أن الاستهداف "الإسرائيلي" المتكرر لسفن المساعدات لن يثنيهم عن المضي قدمًا في محاولات كسر الحصار، مشدداً على أن المبادرة تمثل تحركًا شعبيًا مستقلًا يعكس فشل المؤسسات الدولية في حماية المدنيين الفلسطينيين ورفع الحصار الجائر عنهم.

وشهد ميناء سيراكوزي الأسبوع الماضي تجمّعًا لعشرات النشطاء رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين شعارات أبرزها: "أوقفوا إطلاق النار الآن". وقد كتب على السفينة اسم "حنظلة" بخط عريض، في إشارة رمزية إلى الصمود والمقاومة الفلسطينية.

وقال محمد مصطفى، عضو فريق السفينة "حنظلة": "إن السفينة تحمل أطرافًا صناعية للأطفال الذين بُترت أطرافهم نتيجة القصف "الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى إلى قتل الأجيال الفلسطينية أو تركهم معاقين، بينما تسعى السفينة إلى إيصال رسالة أمل إلى غزة".

من جانبها، قالت الناشطة ماريا إلينا: "إن إسرائيل لا تكتفي بفرض الحصار، بل تمارس القتل والإبادة"، مشددة على أن التهديدات "الإسرائيلية" لن تردعهم عن مواصلة النضال. وانتقدت إلينا تحكم إسرائيل في إدخال المساعدات، وقالت إنها تُتهم بارتكاب إبادة جماعية وتتحكم في من يُسمح له بإدخال الطعام والدواء. ونددت أيضًا بصمت الدول الأوروبية، خاصة المملكة المتحدة، تجاه استهداف سفينة "مادلين".

وقالت: "إفلات إسرائيل من العقاب يشجعها على ارتكاب مزيد من الجرائم، لكن حكومات الغرب لا تمثل الشعوب التي تتضامن مع غزة".

بدوره، دعا الدكتور فرانك رومانو، الناشط الحقوقي ومالك القارب "حنظلة"، الدول التي ستعبر السفينة من مياهها الإقليمية إلى عدم اعتراض طريقها أو منعها من الإبحار.

وقال في حديثه لقناة الجزيرة مباشر: "نناشد كل الدول أن تتركنا نمر بسلام. لا نحمل سلاحًا، بل نحمل الأمل والغذاء ورسالة حياة".

وأكد رومانو أن السفينة تنطلق من ميناء كالابريا الإيطالي بعد ثلاثة أيام من التحضيرات اللوجستية والفنية في مدينة سيراكوزا، مضيفًا أن الرحلة ليست ترفًا إنسانيًا بل محاولة شجاعة لكسر الحصار، وتحمل على متنها نشطاء ومتطوعين من جنسيات متعددة، إلى جانب مساعدات رمزية ومستلزمات طبية.

وكشف رومانو عن ما وصفه بـ"حرب بيروقراطية" واجهها الفريق خلال التحضير للرحلة، مشيرًا إلى محاولات "إسرائيلية" مستمرة عبر الضغط على الحكومات الأوروبية، وشركات التأمين، وأحيانًا التخريب المباشر، بهدف عرقلة وصول السفن إلى غزة.

وأشار إلى أن السفينة "حنظلة" كانت قد تعرضت لعطل في رحلة سابقة وظلت عالقة في صقلية لأكثر من عام، قبل أن تتمكن الطواقم أخيرًا من تأمين التصاريح والعلم اللازم وتجهيزها للمهمة الجديدة، بما في ذلك إصلاح أنبوب التبريد في المحرك.

وأوضح أن السفينة باتت مجهزة الآن بكميات كافية من الوقود والمياه والغذاء لتغطية الرحلة التي يتوقع أن تستغرق نحو سبعة أيام، تشمل ثلاثة أيام انتظار في كالابريا، على أن ينضم فريق جديد من المتطوعين بينهم طاقم طبي وإعلامي، ليبلغ عددهم الإجمالي 18 شخصًا.

وحذر رومانو من احتمال تعرّض السفينة لمحاولات تخريب "إسرائيلية"، مشيرًا إلى حالات سابقة تضمنت تفجير قارب بواسطة طائرة مسيّرة في المياه الدولية، مضيفًا: "لدينا أدلة، لكن لم يُحاسب أحد حتى الآن".

وختم رومانو حديثه بالقول: "نحن نعلم أن هذه مخاطرة، لكن لا بد من المحاولة من أجل غزة. هذه القوارب لا تعود غالبًا، لكنها تفتح ممرا للإنسانية. نُذكّر العالم بأن هناك شعبًا يُحاصر ويُقتل، وشعبًا آخر يقاوم. نأمل أن نصل إلى غزة وأن نكسر هذا الجدار".

وكان الجيش "الإسرائيلي" قد استولى في 9 يونيو/حزيران الماضي على سفينة "مادلين"، التابعة لأسطول الحرية، أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقل 12 ناشطًا دوليًا كانوا على متنها.

ولاحقًا، أُبعد 4 ناشطين بعد توقيعهم على تعهد بعدم العودة إلى "إسرائيل"، فيما رفض الثمانية الآخرون التوقيع، قبل أن يعلن التحالف في 16 يونيو/حزيران عن إطلاق سراحهم جميعًا.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد