الطبيب حسام أبو صفية يواجه خطر الموت في سجون الاحتلال بعد 8 أشهر من الاعتقال والتعذيب الممنهج

الإثنين 14 يوليو 2025

تتصاعد التحذيرات من تدهور الحالة الصحية للطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، طبيب الأطفال المعروف ومدير مستشفى كمال عدوان السابق، الذي يعاني من تعذيب ممنهج وظروف اعتقال قاسية تهدد حياته بعد أكثر من 8 أشهر من الاحتجاز في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الطواقم الطبية الفلسطينية، خاصة الأسرى، يعانون من ظروف مأساوية صعبة داخل معتقلات الاحتلال، مضيفة أن سلطات الاحتلال تفرض قيودًا مشددة وممارسات ممنهجة من التعذيب والإهمال الطبي بحق الطواقم الطبية.

وأشارت الوزارة إلى أن 360 من أفراد الطواقم الطبية قد تعرضوا للاعتقال منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" واسع النطاق على قطاع غزة، من بينهم أطباء متخصصون وذوو خبرة عالية، مما حرم آلاف المرضى والجرحى من الرعاية الطبية اللازمة.

وأكدت الوزارة أن ما يتعرض له الدكتور أبو صفية يمثل نموذجًا صارخًا لسياسة الاحتلال في التنكيل بالأسرى من العاملين في القطاع الصحي، مطالبة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بـ"التحرك العاجل لتجريم هذه الممارسات اللاإنسانية والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسرى من الطواقم الطبية".

وقالت المحامية غيد غانم قاسم، بعد زيارتها الأخيرة للدكتور أبو صفية: إن موكلها فقد نحو 40 كيلوغرامًا من وزنه، إذ كان يزن سابقًا حوالي 100 كيلوغرام ولم يعد يتجاوز 60 كيلوغرامًا، وهو مؤشر خطير على التدهور الجسدي والصحي الذي يمر به داخل المعتقل.

وأوضحت أن الدكتور أبو صفية تعرض لاعتداء عنيف استمر نحو نصف ساعة، شمل الضرب على القفص الصدري، الوجه، الرأس، والرقبة، ما أسفر عن إصابات بالغة، بينها كسور في أربعة من أضلاعه.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال ترفض تقديم العلاج أو عرضه على طبيب مختص، على الرغم من معاناته من ضعف في عضلة القلب وعدم انتظام في ضرباته، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم.

وأكدت المحامية أن الدكتور أبو صفية ما يزال يرتدي ملابس شتوية ثقيلة رغم حرارة الجو، نتيجة حرمانه من الملابس والاحتياجات الأساسية، ويقبع في زنزانة تحت الأرض لا تصلها أشعة الشمس، في ظروف اعتقال سيئة تشمل التجويع، التعذيب، والعزل الانفرادي.

وكان الدكتور حسام أبو صفية، المولود في مخيم جباليا شمال قطاع غزة عام 1973، قد شغل منصب مدير مستشفى كمال عدوان خلال فترات القصف "الإسرائيلي" العنيف على شمال القطاع.

وواصل أبو صفية عمله الإنساني رغم إصابته بشظايا طائرة مسيرة وفقدانه لابنه إبراهيم في قصف "إسرائيلي" مباشر استهدف مدخل المستشفى. ورغم المصاب الجلل، واصل عمله في تقديم الرعاية الطبية للأطفال والجرحى حتى لحظة اعتقاله.

وفي 27 ديسمبر 2024، اعتقلت قوات الاحتلال الطبيب ابو صفية من أمام بوابة المستشفى ونقلته إلى معتقل سديه تيمان، حيث خضع منذ ذلك الحين لتحقيقات قاسية وتعذيب وحشي، شمل الضرب المبرح، الصعق الكهربائي، والحرمان من الطعام والنوم.

وفي مارس 2025، قررت سلطات الاحتلال تمديد اعتقاله الإداري ستة أشهر إضافية بموجب ما يسمى "قانون المقاتل غير الشرعي"، دون توجيه أي تهم رسمية أو عرضه على محكمة، الأمر الذي أثار موجة إدانات من قبل منظمات حقوقية وطبية دولية، طالبت بإطلاق سراحه فورًا، محذّرة من أن استمرار احتجازه يُعد تهديدًا مباشرًا لحياته.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد