إنذارات بالإخلاء لسكان شمال القطاع

عشرات الشهداء والجرحى مع استمرار استهداف الاحتلال المنازل والخيام في غزة

الثلاثاء 15 يوليو 2025

واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد عدوانه على قطاع غزة عبر غارات مكثفة شنها على منازل الفلسطينيين وخيام النازحين، ما أسفر عن ارتقاء نحو 11 فلسطينياً منذ فجر اليوم الثلاثاء 15 تموز/ يوليو، فيما لا يزال عدد من الأهالي تحت أنقاض منازلهم التي دمرت على رؤوس ساكنيها وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ، فيما أنذر الاحتلال مجدداً سكان بعض مناطق الشمال بالإخلاء.

وشهدت مدينة غزة غارات "إسرائيلية" عنيفة طالت الأحياء والمنازل وتجمعات الفلسطينيين فيما اغتيل النائب في المجلس التشريعي فرج الغول في قصف مباشر على منزله.

فيما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على شارع النديم في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

في حين شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قصفاً على محيط مسجد صلاح الدين في حي الزيتون بمدينة غزة ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين كما أصيب آخرون في قصف "إسرائيلي" آخر استهدف منزلا لعائلة الصباغ بالزرقاء شمالي القطاع.

وفي غضون ذلك، ناشدت عائلة عرفات طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الدولي بالتدخل العاجل لانتشال 15 شخصا، معظمهم أحياء، لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم في منطقة الزرقا بجوار مسجد الفرقان في حي التفاح شرق مدينة غزة. 

يأتي ذلك فيما أطلق جيش الاحتلال عبر طائرة كواد كابتر نداء عبر مكبرات الصوت تطالب النازحين بإخلاء المنطقة جنوباً، في مخيم الوحيدي ومحيط مسجد العزيز بمنطقة الزرقاء شمال غزة.

كما شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غارات على محيط مسجد الشمعة بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الصحافي أكرم دلول، مراسل قناة الميادين، أصيب جراء القصف الذي استهدف حي الزيتون.

ومع تصاعد الاستهداف "الإسرائيلي" لخيام النازحين في مدينة غزة أفاد مصدر في مستشفى الشفاء بأن 6 أشخاص من أسرة واحدة استشهدوا إثر قصف على خيام نازحين بحي الرمال، كما استهدف الاحتلال خيمة للنازحين في حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، فيما استمر القصف المدفعي وعمليات نسف المنازل في المدينة.

وباستهداف آخر، أفاد الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة باستشهاد 5 أشخاص وإصابة وفقدان عدد آخر، إثر قصف "إسرائيلي" على منزل بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية بقصف جيش الاحتلال برج العودة (2) الواقع قرب مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، بعد تهديد مسبق، مما أدى إلى حالة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية والنازحين في المنطقة المحيطة.

بينما شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات على جباليا البلد شمال قطاع غزة.

وفي السياق أفاد مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، محمد أبو سلمية بتوقف مستشفى الخدمة العامة عن العمل، محذراً من توقف مستشفيي الشفاء والحلو مؤكداً أن مئات الجرحى والمرضى في خطر حقيقي على وقع إغلاق ما تبقى من مستشفيات.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في غزة بسبب أزمة الوقود المستمرة منذ بداية العدوان على القطاع.

وقال توم فليتشر الوكيل الأممي للشؤون الإنسانية: إن نفاد الوقود في قطاع غزة يعني توقف مستشفيات القطاع، وغياب الطعام والمياه النظيفة.

"أونروا" تحذر: "المدينة الإنسانية" مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين

حذر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، عدنان أبو حسنة، من خطورة المخططات "الإسرائيلية" التي تستهدف إنشاء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" جنوب قطاع غزة، معتبرًا أنها محاولة مكشوفة لتحويل المنطقة إلى معسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين، في إطار سياسة التهجير القسري.

وقال أبو حسنة في تصريح صحفي إن الاحتلال "الإسرائيلي" يسعى منذ فترة إلى تنفيذ هذا المشروع، وقد بدأت ملامحه بالظهور منذ إقامة نقاط توزيع المساعدات جنوب القطاع، إلا أن ما يجري اليوم يتم الإعلان عنه بشكل صريح، في إشارة واضحة إلى المساعي الإسرائيلية لفرض واقع جديد في رفح تمهيدًا لإفراغ القطاع من سكانه.

وأوضح أن المشروع المقترح لا يندرج ضمن أي إطار إنساني حقيقي، بل هو جزء من خطة تهجير منظمة تستهدف دفع السكان نحو منطقة مدمرة بالكامل، وسط ظروف غير صالحة للعيش، وانعدام المقومات الأساسية للحياة من ماء وغذاء ودواء ووقود.

وأكد أبو حسنة أن مساحة الـ60 كيلومترًا مربعًا في جنوب القطاع لا يمكنها بأي حال استيعاب نحو مليوني فلسطيني، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي والانهيار الكامل للمنظومة الصحية، إضافة إلى شح المساعدات وانقطاع الوقود، تمثل أدوات ضغط إسرائيلية تهدف إلى دفع السكان للمغادرة "طوعًا"، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف.

ووصف أبو حسنة هذه المساعي بأنها امتداد لسياسة التهجير القسري التي ترفضها "أونروا" والمجتمع الدولي، مؤكدًا أن المنظمة تقف ضد أي خطوات من شأنها نقل السكان من أماكنهم بالقوة أو تحت الضغط.

وختم أبو حسنة تحذيره بالتأكيد على أن تنفيذ هذا المخطط ستكون له تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة للغاية، محذرًا من أن تحويل رفح إلى "مدينة إنسانية" تحت سيطرة الاحتلال هو غطاء لتصفية القضية الفلسطينية من بوابة التهجير الجماعي.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد