يواصل آلاف الطلاب الفلسطينيين في سوريا تقديم امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، إضافة إلى الشرعي، لدورة عام 2025، وذلك في مختلف المخيمات الفلسطينية ومناطق وجودهم على امتداد الجغرافيا السورية.
وتأتي هذه الامتحانات، التي انطلقت في 12 تموز/ يوليو الجاري، ضمن العملية الامتحانية العامة التي تشمل أكثر من 344 ألف طالب وطالبة على مستوى البلاد، موزعين على 1582 مركزاً امتحانياً.
مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين رصد آراء عدد من الطلاب الفلسطينيين من مخيم خان الشيح حول مجريات الامتحانات والتحديات التي رافقتها.
تحديات يواجهها الطلاب بسبب نقص الخدمات عموماً
الطالبة يارا خالد محمد من الفرع العلمي، أشارت إلى أن امتحان الفيزياء تميز بدرجة من الصعوبة، خاصة في قسم الكهرباء، مؤكدة أن عدداً من الطلبة شعروا بالتوتر نتيجة التأخر في توزيع أوراق الامتحان، والذي لم يتم إلا بعد مرور نحو ثلث ساعة من بداية الوقت المخصص.
وأوضحت أن هذا التأخير تسبب بضغط نفسي إضافي، لافتة إلى أن الأسئلة كانت دقيقة وتطلبت تركيزاً عالياً. أما عن امتحان التربية الدينية، فوصفت الأسئلة بأنها سهلة ومباشرة.
فيما قالت الطالبة: إن المواصلات كانت متوفرة في المجمل، إلا أن صعود بعض الأهالي في الباصات المخصصة للطلبة أدى إلى ازدحام داخل المركبات، واضطر بعض الطلاب إلى الوقوف طوال الطريق.
من جهته، اعتبر الطالب محمود نبيل أسعد، من الفرع العلمي أيضاً، أن أسئلة الفيزياء جاءت سهلة نسبياً وشاملة لكافة مستويات الطلبة، لكنها كانت تتطلب سرعة في الإجابة، وهو ما شكل عائقاً أمام بعض الطلاب من ناحية الوقت.
وفيما يخص فترة التحضير للامتحانات، أشار أسعد إلى وجود مشكلات حقيقية يعاني منها الطلبة، أبرزها انقطاع الكهرباء المتكرر وضعف الإنترنت، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في ظل غياب التبريد أو الإنارة الكافية.
كما وصف المنهاج الدراسي بالكثيف، ما يتطلب جهداً كبيراً في المتابعة والمراجعة، وعبر الطالب عن شكره لدور "كتلة الرواد الطلابية" التي قامت بتأمين المواصلات لكافة الطلبة، مما ساعد في تخفيف الأعباء.
أما الطالبة مي حسين، من ذات المرحلة، فوصفت المنهاج بأنه متباين في مستواه بين السهل والصعب، وتحدثت عن معاناة الطلبة مع انقطاع الكهرباء والإنترنت أثناء الدراسة، مؤكدة أن سوء الخدمة في اليومين السابقين أجبرها على مغادرة المخيم والدراسة خارجه، في ظل غياب الكادر التعليمي في مدرستها الثانوية ضمن مخيم خان الشيح.
وأضافت: أن الطريق إلى مركز الامتحان كان بالغ الصعوبة، نظراً لعدم توفر طرق ممهدة أو مواصلات مريحة، ما جعل الذهاب والعودة مرهقين جداً.
ووصفت امتحانات هذا العام بأنها تراوحت بين السهلة والصعبة، مؤكدة في الوقت ذاته أن توفير باصات لنقل الطلبة إلى مراكز الامتحان وعودتهم إلى مناطق قريبة من منازلهم كانت مبادرة إيجابية ساعدت الطلبة كثيراً.
تجدر الإشارة إلى أن الطلبة الفلسطينيين في سوريا يواصلون مسيرتهم التعليمية وسط ظروف معيشية صعبة، تتفاقم بفعل الأزمات الاقتصادية والخدمية المستمرة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على أدائهم وقدرتهم على التركيز والاستعداد الجيد لخوض امتحانات الثانوية العامة التي تعتبر مصيرية في تحديد مستقبل الطلاب.