حذّرت الأمم المتحدة من تصاعد الانتهاكات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة، ومن "مستويات غير مسبوقة للنزوح القسري" منذ بدء الاحتلال قبل نحو ستة عقود، مشيرة إلى مؤشرات خطيرة قد ترقى إلى "تطهير عرقي" و"جرائم ضد الإنسانية".

وفي مؤتمر صحفي عُقد اليوم الاربعاء 16 تموز/ يوليو، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف بشأن جميع انتهاكات القانون الدولي في الضفة الغربية، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين المدعومة من جيش الاحتلال على الفلسطينيين وأراضيهم.

وقال ""دوجاريك": إن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة مقلقة في هجمات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، إلى جانب عمليات هدم منازل ومضايقات ممنهجة، داعياً سلطات الاحتلال إلى الوقف الفوري لعمليات القتل والانتهاكات وهدم المنازل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبها، كشفت "جولييت توما" المتحدثة باسم وكالة "أونروا"، أن العملية العسكرية "الإسرائيلية" الجارية شمال الضفة منذ كانون الثاني/يناير 2025 تُعدّ الأطول من نوعها منذ الانتفاضة الثانية، مضيفة أن العمليات تسببت بأكبر موجة نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967، وأثرت بشكل مباشر على عدد من مخيمات اللاجئين.

وفي السياق ذاته، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن هذه العمليات، بما في ذلك أوامر الهدم والاعتداءات المتكررة، قد ترقى إلى "تطهير عرقي"، خاصة مع إفراغ أجزاء واسعة من الضفة من سكانها الفلسطينيين.

وقال ثمّين الخيطان، المتحدث باسم المفوضية: إن نحو 30 ألف فلسطيني ما زالوا مهجّرين قسراً منذ بداية الهجمات "الإسرائيلية" على محافظات شمال الضفة، وتحديداً جنين وطولكرم، في مطلع العام الجاري.

وأضاف: أن الاحتلال أصدر أكثر من 1400 أمر هدم شمال الضفة فقط خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن هذه الأرقام "مقلقة للغاية".

وبحسب المفوضية، فإن عمليات الهدم منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شرّدت 2907 فلسطينيين، فيما هجّر نحو 2400 فلسطيني آخرين – نصفهم تقريباً من الأطفال – بسبب هجمات المستوطنين.

وشدد الخيطان على أن "التهجير الدائم للسكان المدنيين في الأراضي المحتلة يُعدّ نقلاً غير قانوني"، مضيفاً أنه قد يمثل "تطهيراً عرقياً" و"جريمة ضد الإنسانية".

تصاعد في اعتداءات المستوطنين

وفي تقرير أممي إضافي، سجلت المفوضية 757 هجوماً شنه مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة بنسبة 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضح الخيطان أن 96 فلسطينياً أُصيبوا خلال حزيران/ يونيو وحده نتيجة هذه الهجمات، وهو أعلى عدد إصابات يسجّل في شهر واحد منذ أكثر من 20 عاماً.

كما كشفت الأمم المتحدة أن 964 فلسطينياً على الأقل استشهدوا في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد