شهدت مخيمات جنين وطولكرم تصاعدًا في جرائم الهدم والتهجير التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بما يشمل عمليات اقتحام وتجريف وتهجير قسري ممنهجة، في إطار العدوان المتواصل منذ أشهر، والذي طال بلدات أخرى داخل المحافظتين، وسط تفاقم معاناة النازحين الإنسانية.

وذكرت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، في بيان اليوم الخميس 17 تموز/ يوليو، أن قوات الاحتلال أعلنت نيتها تنفيذ نشاط عسكري في عدد من قرى وبلدات جنين، وهو ما انعكس ميدانيًا باقتحام قوات كبيرة للعديد من المناطق، ونصب حواجز عسكرية، وتسيير آليات وجنود مشاة في محاور متعددة من المحافظة.

ومن بين هذه العمليات، ما شهدته بلدة ربابا شرق جنين، حيث شرعت جرافات الاحتلال بأعمال تجريف في منطقة جبل السالمة، وسط انتشار واسع للقوات "الإسرائيلية" التي لاحقت عددًا من الفلسطينيين الذين توجهوا لتفقد ما دمرته الجرافات، بعد أن تم التبليغ بإنهاء عمليات التجريف في البلدة بالتنسيق مع الارتباط الفلسطيني. وقد عادت الجرافات لاحقًا لاستئناف أعمال التجريف ليلًا، ما خلّف أضرار كبيرة في الأراضي المستهدفة.

كما أفادت اللجنة الإعلامية باقتحام قوة من جيش الاحتلال بلدة يعبد جنوب غرب جنين، حيث نفذت عملية مصادرة واسعة طالت أكثر من طنّين من الدخان العربي "لفّ"، ومعدات تصنيع، إلى جانب نحو 3000 علبة سجائر جاهزة للتوزيع. وقدّرت مصادر محلية القيمة الإجمالية للمصادرات بأكثر من عشرة ملايين شيكل.

وفي الساعات الأولى من فجر اليوم، وثّقت اللجنة الإعلامية تسلل قوات خاصة "إسرائيلية" إلى بلدة قباطية، تبعتها تعزيزات عسكرية ضخمة من الآليات والجنود. وقد فرضت القوات طوقًا خانقًا على البلدة، ومنعت الحركة في عدد من أحيائها، وشرعت بانتشار راجل مكثف، فيما تمركزت القناصة على أسطح البنايات المرتفعة، وفي المناطق المفتوحة.

وتخللت عملية الاقتحام مواجهات عنيفة اندلعت في أكثر من محور داخل قباطية، حيث تصدى الشبان الفلسطينيون للاقتحام بتفجير عبوات ناسفة استهدفت آليات الاحتلال، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر وتوسيع نطاق الانتشار العسكري في البلدة، وفقًا للجنة الإعلامية.

وعلاوة على ذلك، أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام عشرات المنازل وتفتيشها بشكل دقيق، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار ساكنيها على مغادرتها قسرًا، ضمن استمرار سياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

وأضاف بيان اللجنة أن القوات "الإسرائيلية" أبلغت عددًا من العائلات بمنع العودة إلى منازلها حتى ظهر اليوم، فيما وثّقت الجهات المحلية إخلاء أكثر من 100 منزل في محيط عدة أحياء، أبرزها ديوان الزكارنة، ومنطقة الجلمة – نزال، ومنطقة دار أبو إدريس في الحي الشرقي للبلدة.

وكانت قوات الاحتلال قد فجّرت ثلاثة منازل تعود لشهداء فلسطينيين نفذوا عملية الفندق الفدائية، وهي منازل الشهداء وائل لحلوح، ومحمد زكارنة (أبو خطاب)، ومحمد أسعد نزال، وذلك بعد تفخيخها خلال الساعات الماضية، وسط استنفار أمني شامل وإغلاق كامل للمربعات السكنية المحيطة.

استمرار عمليات الهدم في مخيم طولكرم

في موازاة ذلك، تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ172 على التوالي، ولليوم الـ159 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق بعمليات الهدم والتجريف، والاعتداءات اليومية والاقتحامات والاعتقالات.

وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم، في بيان لها، إن جرافات الاحتلال واصلت صباح اليوم الخميس عمليات الهدم لعدد من المنازل والمباني السكنية في مخيم طولكرم، ضمن مخطط يشمل هدم 104 مبانٍ تضم نحو 400 منزل، طالت خلال الأيام الماضية عدة حارات في المخيم، وتحديدًا أحياء المربعة، وأبو الفول، والشهداء.

وأوضحت اللجنة أن قوات الاحتلال شنّت اقتحامًا واسعًا لعدد من القرى جنوب طولكرم، طالت كفر جمال، وكفر زيباد، وكفر عبوش، وكفر صور، وسط عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وتخريب محتوياتها، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

وفي مخيم نور شمس، أوردت اللجنة تصاعد الحصار والتضييق الذي يمارسه الاحتلال، مع حرق المنازل بشكل متعمد، وإضرام النيران داخلها، خاصة في منطقة جبل النصر.

وأشارت إلى أن القوات "الإسرائيلية" مستمرة في دفع مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة، التي تشهد على مدار الساعة تحركات مكثفة لآليات الاحتلال، وسط تضييق واسع على حركة الفلسطينيين.

وأدى العدوان "الإسرائيلي" إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 600 منزل تدمير كلي، و2,573 منزلًا تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

كما استُشهد 14 فلسطينيًا منذ بداية العدوان، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما في الشهر الثامن من الحمل، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد