انطلقت تظاهرات وفعاليات شعبية في عدة عواصم ومدن عربية، مساء أمس السبت، وسط غضب شعبي تنديدًا بالتجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة، وسط مطالبات حثيثة لفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحرب "الإسرائيلية"، صاحبها دعوات للمجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤوليته الإنسانية تجاه هذا العدوان.
وفي العاصمة الأردنية عمّان، انطلقت المسيرات الشعبية في عدة محافظات عقب دعوات لهبة جماهيرية، رفضًا للتجويع الذي يتعرض له سكان قطاع غزة في ظل الإبادة المتواصلة، فيما منع الأمن الأردني بعض المناطق من تنظيم المسيرات.
ومن حي الطفايلة الشعبي تدفقت الحشود الأردنية التي رددت هتافات غاضبة منددة بصمت الحكومات العربية تجاه مأساة غزة، ورفع المتظاهرون شعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية، ورافضة للاتفاقيات مع الاحتلال، وسط دعوات لإسقاط اتفاقية وادي عربة، كما قرع المشاركون الأواني المنزلية الفارغة تعبيراً عن مأساة أهالي قطاع غزة.
كما انطلقت مسيرة أخرى من مسجد جعفر الطيار بمشاركة واسعة من المواطنين، بعد عدة أشهر من منع السلطات تنظيم فعاليات مركزية، كما جرى الحال منذ بداية العدوان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
في مدينة إربد شمالي المملكة، حاول عدد من المحتجين تنظيم مسيرة انطلاقًا من أمام مسجد الهاشمي عقب صلاة العشاء، إلا أن قوات الأمن منعتهم من التحرك وشكلت طوقًا أمنيًا حال دون انطلاق المسيرة.
ونتيجة لذلك، تحولت الفعالية إلى وقفة احتجاجية أمام المسجد، عبّر المشاركون خلالها عن غضبهم من المشاهد والنداءات القادمة من غزة، وطالبوا بـوقف سياسة التجويع ودعم صمود الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وفي المغرب، خرج آلاف المتظاهرين في مدينة طنجة في مسيرة داعمة لغزة، عبّروا خلالها عن رفضهم للإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، وطالبوا بـتحرك دولي عاجل للضغط على الاحتلال لوقف الحرب. ورفع المشاركون شعارات تؤكد دعم القضية الفلسطينية وضرورة التصدي لمخططات التهجير في غزة والضفة الغربية.
أما في اليمن، فقد خرجت مسيرات حاشدة في مناطق مختلفة رفضًا لتجويع أهالي غزة، وتعبيرًا عن الغضب الشعبي المتزايد تجاه العدوان "الإسرائيلي" المستمر على القطاع.
وشهدت منطقة الحاوي وقفة تضامنية أكدت الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال، وجدد المشاركون دعمهم المطلق لخيار المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين.
وقد أصدر المشاركون بيانًا مشتركًا أكدوا فيه أن "ما يتعرض له أهلنا في غزة من حصار وتجويع وقصف ممنهج يُعد جريمةً ضد الإنسانية"، داعين المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هذا العدوان.
كما شدد البيان على أن فلسطين ليست مجرد قضية حدود، بل قضية وجود وهوية، ودعا إلى تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية لدى الأجيال القادمة، وضمان استمرار دعمها جيلاً بعد جيل.
يأتي ذلك على جانب فعاليات ووقفات تضامنية نظمت في مدن وعواصم أوروبية حيث نُظّمت مظاهرة حاشدة في مدينة ميلانو الإيطالية دعمًا لفلسطين وقطاع غزة، ومظاهرة واسعة في مدينة براونشفايغ الألمانية نصرة لغزة والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية فورًا.
إلى جانب مظاهرة في مدينة هلسنبوري السويدية تحت شعار: "لا لحرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة"، ووقفة تضامنية كبيرة في مدينة كوبنهاغن الدنماركية دعمًا لغزة وفلسطين، ومطالبة بوقف الحرب والمجازر فورًا.