واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث استهدف بقصفه الجوي والمدفعي المنازل السكنية وخيام النازحين، كما واصل استهداف الباحثين عن المساعدات الإنسانية عند نقاط التوزيع، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية عن اختطاف الطبيب مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية في القطاع وسط ظروف اعتقال مجهولة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة صباح اليوم الإثنين 21 تموز/يوليو بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 34 شهيداً جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف مناطق القطاع، مشيرة إلى أن من بين الشهداء أربعة فلسطينيين استهدفهم الاحتلال أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية في استمرار لجريمة استهداف الجوعى التي لم تتوقف منذ أشهر.

وشهدت مدينة غزة قصفاً عنيفاً استهدف بناية سكنية في شارع النصر غرب المدينة ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.

كما استهدف الاحتلال شقة سكنية في عمارة الزايغ قرب محيط السرايا وسط المدينة، بالإضافة إلى شن غارات جوية على المناطق الشرقية من المدينة تسببت في تدمير عدة مباني سكنية.

وفي جريمة جديدة ضد الطفولة، استهدف الاحتلال مبنى يضم روضة أطفال في حي الرمال بمدينة غزة مما أدى إلى إصابة طفل وترويع العشرات من الأطفال الذين كانوا داخل الروضة لحظة القصف.

كما وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون بقصف محطة تحلية مياه في منطقة الجندي المجهول بحي الرمال غربي المدينة.

وفي شمال القطاع، أعلن الدفاع المدني عن ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة السودانية إلى 99 شهيداً بعد أن استهدف الاحتلال أمس حشداً من الفلسطينيين الباحثين عن الطعام في المنطقة، كما انتشلت فرق الإنقاذ جثامين خمسة شهداء من تحت أنقاض منازل دمرتها الغارات الإسرائيلية في جباليا البلد.

أما في وسط القطاع، فقد استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجروح متفاوتة جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من النازحين في منطقة البركة جنوبي دير البلح، كما أفاد الدفاع المدني بتعرض المنطقة لإطلاق نار كثيف ومتواصل من آليات الاحتلال، فيما أعلنت مصادر طبية في مستشفيي الأقصى والعودة عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين إثر قصف استهدف مدينة دير البلح ومخيم البريج.

وزارة الصحة: الاحتلال اعتقل الطبيب مروان الهمص

وفي تطور خطير، كشف المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش عن اعتقال قوات الاحتلال للدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية في القطاع أثناء زيارته لمستشفى الصليب الأحمر غرب خان يونس، مؤكداً أن الوزارة تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطبيب الهمص في ظل استمرار الانتهاكات بحق الكوادر الطبية.

وأشار البرش إلى تسجيل 19 حالة وفاة بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء المجاعة إلى 1017 شهيداً بالإضافة إلى 6400 مصاب في مراكز توزيع المساعدات.

وأدانت وزارة الصحة بغزة في بيان لها "إقدام وحدة مسلحة خاصة على اختطاف مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمكلف بإدارة ملف المستشفيات الميدانية، والمتحدث باسم الوزارة د. مروان الهمص ظهر اليوم الإثنين، في سابقة خطيرة تمثل استهدافا مباشرا لصوت المرضى والجوعى والمعذبين في قطاع غزة".

وقالت إن: "هذا العمل الجبان الذي استهدف أحد أبرز الأصوات الإنسانية والطبية التي نقلت للعالم أوجاع الأطفال الذين يموتون جوعا، وآلام الجرحى الذين يحرمون من الدواء، وصرخات الأمهات أمام بوابات المستشفيات، إنما يعكس نية مبيتة لإسكات الحقيقة، وحجب معاناة شاملة بأكمله يعيش أبشع كارثة صحية وإنسانية".

وتابعت وزارة الصحة في غزة "إذ نعتبر هذا الاعتداء انتهاكا خطيرا لحرية التعبير والعمل الإنساني، فإننا نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته، ونطالب بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط".

منظمة الصحة العالمية تحذر من وضع صحي سيء للغاية

من جهته، صرح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي في غزة "سيئ للغاية"، موضحًا أن 94% من المنشآت الصحية قد تضررت نتيجة العدوان المتواصل.

وشدد على أن هناك حاجة ملحة لتحرك دولي عاجل من أجل الضغط لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع الذي يشهد انهيارًا شبه كامل في المنظومة الصحية.

"أونروا": لدينا الغذاء.. لكن الاحتلال يمنع إدخاله

وفي بيان عبر منصة "إكس"، جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" دعوتها إلى رفع الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة لوقف المجاعة المتفاقمة.

وقالت الوكالة: إنها تتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من موظفيها داخل غزة، مؤكدة أنها تحتفظ بكميات غذائية كافية في مستودعاتها قرب غزة لتغطية احتياجات السكان لأكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن الاحتلال يمنع إدخال تلك المساعدات.

الأغذية العالمي: طالبي المساعدات تعرضوا لإطلاق نار مباشر

بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن حشودًا من منتظري المساعدات في غزة تعرضوا لإطلاق نار مباشر من دبابات "إسرائيلية" وقناصة.

وأكد البرنامج أن الضحايا لم يكونوا سوى مدنيين يحاولون الحصول على الغذاء في ظل المجاعة، مضيفًا أن واحدًا من بين كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يتناول الطعام لأيام.

وشدد البرنامج على أن أزمة الجوع بلغت مستويات غير مسبوقة، داعيًا المجتمع الدولي وكل الأطراف إلى تسهيل دخول المساعدات الغذائية إلى الجائعين في القطاع.

واعتبر أن حادثة إطلاق النار يوم الأحد على منتظري المساعدات تعكس الظروف الخطيرة التي يعمل فيها العاملون الإنسانيون في غزة، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد حياة المدنيين ويعرقل الاستجابة الإنسانية.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد