بدأ عدد من الناشطين الفلسطينيين في مخيم البداوي شمالي لبنان، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، تضامناً مع أهالي قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة "إسرائيلية"، وحصاراً خانقاً أدى إلى تجويع الأطفال والنساء وحرمانهم من الغذاء والدواء وأسفر عن استشهاد 122 فلسطينياً بينهم 83 طفلاً بسبب الجوع.
الإضراب الذي دخل يومه الثاني على التوالي، جاء في سياق مبادرة رمزية إنسانية أطلقها ناشطون من مختلف الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسهم عاطف خليل، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي قال من داخل خيمة الإضراب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "لليوم الثاني على التوالي، نخوض إضراباً عن الطعام أنا وعدد من الرفاق، كرسالة تضامن مع أطفال ونساء غزة الذين يموتون جوعاً أمام شاشات التلفاز".
وأضاف خليل: "هذه الخطوة هي صرخة إنسانية وسياسية إلى ضمائر العالم للضغط من أجل وقف العدوان وفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع."
وتابع خليل: "رسالتنا موجهة أيضاً إلى الدول العربية، فصمتكم خيانة لفلسطين، خيانة لمقاومة غزة، خيانة لأطفالها الذين يُتركون للموت جوعاً وعطشاً ومرضاً."
إضراب من أجل الكرامة
من جهته، قال سيف جميل، وهو ناشط فلسطيني مُشارك في الإضراب: إن هذه الخطوة ليست بسبب الجوع، بل من أجل الكرامة والضمير العربي الغائب.
وأضاف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين :"ما أضربنا عن الطعام كرمال الجوع، أضربنا عن الطعام لأنه ما عاد في كرامة، ما عاد في نخوة، ما عاد في ضمير عند العرب. إحنا عم نوصل رسالة للاجئين في لبنان وسوريا والأردن والعراق وأوروبا، أن الإضراب عن الطعام هو أداة من أدوات المقاومة"، متابعاً: "إذا ما صوتي ما وصل، خلي جوعي يوصل".
وتشهد خيمة الإضراب التي أقيمت وسط المخيم تفاعلاً من قبل الأهالي وفعاليات شبابية، في حين دعا عاطف خليل إلى توسيع رقعة المشاركة في الإضراب، قائلاً "نريد أن تبقى هذه الخيمة رمزاً للكرامة والصمود، وأن تستمر حتى وقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المواد الطبية والغذائية إلى أطفال غزة."
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الفعاليات الشعبية التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان، تعبيراً عن التضامن مع أهالي غزة في وجه حرب التجويع التي يعتمدها الاحتلال كفصل من فصول حرب الابادة الشاملة ضد أهالي القطاع، في حربه المستمرة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023.