100 ألف طفل يواجهون خطر الموت الجماعي

37 شهيدًا على الأقل في غزة و"أونروا" تؤكد: المجاعة الجماعية في قطاع غزة مُتعمدة

السبت 26 يوليو 2025

واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين وطالبي المساعدات، ضمن قصف عنيف على مناطق عدة في قطاع غزة أسفر عن ارتقاء 37 شهيداً منذ فجر اليوم السبت 26 تموز/ يوليو من بينهم 17 شهيداً من المجوعين، وسط تحذيرات أطلقها الإعلام الحكومي من مقتلة بحق 100 ألف طفل في إطار المجاعة التي وصفتها وكالة "اونروا" بأنها مدبرة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة انتشال 12 شهيدًا من طالبي المساعدات في محيط محور موراغ جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف شنه الاحتلال على فلسطينيين في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، في الوقت الذي واصل فيه تدمير مباني سكنية شمالي المدينة.

ووسط القطاع، أعلن مستشفى العودة استشهاد مسن فلسطيني وإصابة آخرين إثر قصف مدفعي "إسرائيلي" على منزل في مخيم البريج للاجئين.

وفي مدينة غزة، ارتقى 4 أشخاص جراء غارة "إسرائيلية" استهدفت شقة سكنية بمدينة غزة، في حين استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح بينهم حالات خطيرة، قبل قليل، في قصف طائرات الاحتلال الحربية حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.

ويأتي ذلك فيما ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات تدمير جديدة لمنازل سكنية بحي التفاح شرقي مدينة غزة وسط قطاع غزة كما أغار على المناطق الجنوبية الشرقية لبلدة جباليا شمالي قطاع غزة.

ومساء الجمعة أصيب أكثر من 100 من منتظري المساعدات، بنيران الاحتلال بمنطقة السودانية شمال غربي قطاع غزة.

5 شهداء بغزة بسبب المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية

وفي غضون ذلك، ارتفعت أعداد الوفيات من الأطفال الرضع جراء سوء التغذية ونقص الحليب، عقب الإعلان عن وفاة 5 من الفلسطينيين بينهم طفلان خلال أقل من 24 ساعـة، بحسب مجمع الشفاء الطبي.

وأعلن مصدر في المستشفى المعمداني بقطاع غزة وفاة الطفل الرضيع هود عرفات فيما أفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد رضيعة فلسطينية تدعى زينب أحمد أبو حليب، بسبب سوء التغذية.

ووثقت وزارة الصحة في غزة العدد الإجمالي لمن تُوُفُّوا بسبب المجاعة وسوء التغذية والذي بلغ 122 بينهم 83 طفلا وقد ارتفع لاحقاً إلى 124.

وقد أشارت الصحة في وقت سابق إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

مخاوف على حياة الأطفال وأونروا تؤكد أن المجاعة مدبرة

وحذّر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة آلاف الأطفال في قطاع غزة، مؤكداً أن الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلًا في وجه المجاعة المتفاقمة، في ظل الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية.

وقال الدكتور الفرا في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إن "الأطفال لا يحتملون الصيام لفترات طويلة، مما يعرضهم لخطر شديد"، مضيفاً أن "بعض سكان غزة يلجؤون إلى الأعشاب للتغلب على نقص الغذاء"، مشدداً على أن "الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطراً كبيراً، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض".

وأضاف: "نواجه في الشهر الجاري وضعاً هو الأشد إيلاماً منذ 22 شهراً، وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فوراً إلى غزة، فستكون هناك مقتلة".

وفي السياق ذاته، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بياناً أكدت فيه أن المجاعة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة "مُدبرة ومُتعمدة"، محذّرة من نظام توزيع المساعدات المعروف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعوم "إسرائيليا" وأميركياً، والذي يخدم أهدافاً "عسكرية وسياسية" وفق البيان.

وقالت الوكالة الأممية: "مجاعة جماعية مُدبّرة ومُتعمّدة. مات اليوم المزيد من الأطفال، وأجسادهم منهكة من الجوع"، مؤكدة أن "نظام توزيع المساعدات الخاطئ المسمى بمؤسسة غزة الإنسانية غير مُصمّم لمعالجة الأزمة الإنسانية".

وأضافت "أونروا" أن هذا النظام "يخدم أهدافاً عسكرية وسياسية، وهو قاسٍ لأنه يُزهق أرواحاً أكثر مما يُنقذ أرواحاً"، مشيرة إلى أن "إسرائيل"، وفق هذا النظام، تُسيطر على جميع جوانب وصول المساعدات الإنسانية، سواء خارج غزة أو داخلها.

تحذيرات من "مقتلة جماعية" مرتقبة بحق أطفال غزة وسط مجاعة متعمدة

من جهته، أكدت المكتب الإعلامي الحكومي أن قطاع غزة على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة بحق 100,000 طفل خلال أيام إن لم يُدخَل حليب الأطفال فوراً.

وحذر الإعلام الحكومي من كارثة إنسانية غير مسبوقة وشيكة يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، حيث يُواجه أكثر من 100,000 طفل أعمارهم دون عامين، بينهم 40,000 طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واحد، خطر الموت الجماعي الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية".

وتابع الإعلام الحكومي في بيان له: "إننا أمام مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة تُرتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع، الذين باتت أمهاتهم ترضعهم المياه بدلاً من حليب الأطفال منذ أيام، وذلك نتيجة سياسة التجويع والإبادة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد أن المستشفيات والمراكز الصحية تسجل يوميًا ارتفاعاً بمئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، دون وجود أي قدرة على الاستجابة أو العلاج، في ظل شبه الانهيار الكامل للقطاع الصحي وانعدام الموارد الطبية والغذائية وقد بلغ العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية حتى الآن 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلاً.

وفي ضوء هذه التحذيرات أطلق الإعلام الحكومي نداء يطالب بـإدخال فوري لحليب الأطفال والمكملات الغذائية إلى قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل فوري ودون أي شروط، وكسر الحصار الإجرامي بالكامل، إلى جانب تحرّك دولي عاجل لوقف هذه المقتلة الجماعية البطيئة.

كما حمل الجهات الإنسانية الاحتلال "الإسرائيلي" والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوشيكة، محذّرة من أن استمرار الصمت الدولي هو تواطؤ صريح في الإبادة الجماعية للأطفال في غزة.

وفي الأثناء، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، المجتمع الدولي إلى التحرّك الجماعي والعاجل لوضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

وقالت سبولياريتش، في بيان صحفي: إنه "لا توجد أي مبررات لما يجري في غزة، فقد تجاوز حجم المعاناة الإنسانية ومستوى المساس بالكرامة البشرية كل الحدود المقبولة قانونياً وأخلاقياً".

وأكدت أن استمرار غياب وقف إطلاق النار يعني المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، مشيرة إلى أن المدنيين يرزحون تحت معاناة شديدة جراء حرب تُشنّ بلا تمييز وما تسببه من حرمان من أبسط مقومات الحياة.

وطالبت الدول بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الامتناع عن نقل الأسلحة التي قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات جسيمة، والعمل على إلزام أطراف النزاع بالتقيد الكامل بالقانون الدولي الإنساني.

كما دعت إلى استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء قطاع غزة بشكل عاجل ودون عوائق أو تمييز، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، والسماح للجنة الدولية باستئناف زياراتها إلى المعتقلين الفلسطينيين في أماكن الاحتجاز "الإسرائيلية".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد