يواصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازره الوحشية بحق العائلات والنازحين وطالبي المساعدات، حيث ارتقى 62 فلسطينياً شهيداً منذ فجر اليوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو 2025، بينهم 19 من طالبي المساعدات الإنسانية، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك في ظل تدهور حاد للأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة وسوء التغذية بشكل غير مسبوق.
وتركزت الغارات "الإسرائيلية" على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، حيث استهدفت قوات الاحتلال نقطة توزيع مساعدات إنسانية، ما أسفر عن استشهاد 13 شخصًا وإصابة 105 آخرين، وفقًا لما أكدته المصادر الفلسطينية مشيرة إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع نتيجة الإصابات الخطيرة.
وفي تطور مأساوي آخر، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد فلسطيني وأطفاله الأربعة جراء قصف شن من مسيرة "إسرائيلية" استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، كما استشهد ثلاثة آخرون في قصف مماثل استهدف خيمة نازحين بمنطقة الميناء بمواصي المدينة.
وفي شمال النصيرات وسط القطاع، أعلن مستشفى العودة استشهاد 30 فلسطينيًا في قصف عنيف نفذته قوات الاحتلال الليلة الماضية، استهدف منازل المدنيين في المخيم الجديد.
وشهدت مدينة غزة تدمير عدد كبير من المنازل في حي الشجاعية شرق المدينة. وفي غرب المدينة، استشهد شخصان وأصيب آخرون في قصف طال شقة سكنية قرب دوار حيدر.
وقبل قليل، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا يعود لعائلة الدحدوح في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
أوضاع إنسانية متدهورة وتحذيرات من المجاعة
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث حذر الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب المجاعة، قائلاً: "الأطفال يصلون إلى المستشفيات بهيئة هياكل عظمية، والاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية والأساسية".
وأكد الدقران أن ما يتم إدخاله من مساعدات لا يلبي الحاجات الأساسية للسكان، خاصة حليب الأطفال، مشيراً إلى أن سياسة التجويع المتعمد تمثل خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية
برنامج الأغذية العالمي: الوضع يقترب من الكارثة
من جهته، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى تحرك عاجل، محذرًا من انهيار كامل للوضع الإنساني قائلا: "يجب أن تتدفق المساعدات إلى غزة بشكل عاجل وكبير قبل فوات الأوان. الحاجة ماسة إلى زيادة هائلة في المساعدات للوصول إلى كل الجائعين في غزة أينما كانوا".
وأكد البرنامج في بيان له أن الأوضاع ما تزال على حالها الكارثي، مشيرًا إلى أن استمرار القيود "الإسرائيلية" يحول دون إدخال المساعدات الإنسانية، ويُفاقم معاناة السكان ويمنع تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة لملايين الفلسطينيين.
وفي ختام بيانه، شدد البرنامج على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة لضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق في القطاع، دون قيود أو استهداف.
فيما حذر مرصد عالمي للجوع من أن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يتكشف حاليا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن شح الغذاء في معظم مناطق غزة وصل إلى حد المجاعة.
وأكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم أن هناك أدلة تظهر أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية.
ارتفاع وفيات المجاعة إلى أكثر من 8 أضعاف الأشهر الماضية
كشفت مجلة إيكونوميست البريطانية أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين قرب مواقع توزيع المساعدات ارتفع بأكثر من 8 أضعاف بين مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضي، بالتزامن مع بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة والممولة من جانب الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة أن 800 فلسطيني في غزة قتلوا في يونيو/حزيران الماضي أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، محذرة من أن تلقي المساعدات في غزة أصبح أمرا مميتا.
وقالت "إيكونوميست" إن: "صور الأقمار الصناعية والخرائط تظهر أن مراكز مؤسسة غزة الإنسانية الأربعة تقع داخل مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وطُلب من المدنيين إخلاؤها مسبقا".