شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد 3 أغسطس غارات جوية وقصفًا مكثفًا استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت بشكل خاص على خيام النازحين ومدارس الإيواء ومراكز توزيع المساعدات، مما أسفر عن استشهاد 22 مواطنًا بينهم 16 من طالبي المساعدات قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية المباشر، كما استهدف القصف موظفين من الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك في وقت حذرت فيه منظمات أممية من أن قطاع غزة دخل مرحلة ما بعد المجاعة مع استمرار منع تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كاف.
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 176 شهيدًا، بينهم 93 طفلًا، وذلك بعد تسجيل المستشفيات 67 حالة وفاة نتيجة الجوع والأمراض الناتجة عن سوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية فقط.
وفي هذا السياق، قال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف: إن هناك مؤشرات واضحة على أن الوضع الإنساني في غزة قد دخل ما بعد عتبة المجاعة، مشيرا إلى أن واحدا من كل 3 أشخاص في القطاع يقضي أياما كاملة من دون طعام.
"اونروا": المجاعة المتعمد في غزة تهدف لاستبدال نظام توزيع المساعدات الأممي
وبدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن المجاعة المتعمّدة في غزة جاءت نتيجة لمحاولات مدروسة لاستبدال النظام الإنساني المنسّق من قبل الأمم المتحدة، عبر ما يدعى ب "مؤسسة غزة الإنسانية" ذات الدوافع السياسية، ما يُسمى بنظام للمساعدات مسؤولا عن مقتل ما يقارب 1,400 شخص جائع.
وأكدت الوكالة الأممية في منشور عبر منصة (اكس) أن الأمر تفاقم أكثر بمنع "أونروا"، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية، من تقديم أي مساعدة إلى غزة لمدة 5️ أشهر الآن (منذ 2 أذار).
واعتبرت أن تهميش وإضعاف "أونروا" لا علاقة له بادعاءات تحويل المساعدات إلى جماعات مسلّحة. بل هو إجراء متعمّد لممارسة ضغط جماعي ومعاقبة الفلسطينيين فقط لأنهم يعيشون في غزة.
وحذرت "أونروا" من أنه لم يعد هناك وقت لتضييعه مشددة على أنه لا بد من اتخاذ قرار سياسي فوري وغير مشروط بفتح المعابر كما لفتت إلى أنها تمتلك الخبرة والكوادر والموارد اللازمة للمساهمة على نطاق واسع ووقف مسار المجاعة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن عن دخول 36 شاحنة مساعدات فقط للقطاع، أمس السبت، مؤكدا أن أغلبها تعرض للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المكتب في بيان: إن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية.
استهداف طالبي المساعدات والمؤسسات الإنسانية
جدد جيش الاحتلال منذ فجر اليوم استهدافه للمواطنين الذين يبحثون عن الطعام، حيث وثقت مصادر طبية استشهاد 9 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية قرب مراكز توزيع المساعدات شمال رفح.
وفي وسط القطاع، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال لمتجمعين حول نقطة مساعدات قرب منطقة "نتساريم"، بينما في خان يونس ارتقى شهيدان وأصيب عدد آخر بقصف طائرات الاحتلال لمدرسة إيواء في حي الأمل غرب المدينة.
وتصاعدت الجرائم الإسرائيلية باستهداف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في الحي ذاته، حيث أدى القصف إلى استشهاد موظف على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى اندلاع حريق كبير في المبنى نتيجة القصف المباشر.
كما أسفرت غارة إسرائيلية أخرى عن إصابة عدد من المدنيين عند استهداف مركز إيواء للنازحين في حي الأمل، بينما في مدينة غزة، استشهد مواطنان وأصيب آخرون بقصف الاحتلال على محيط حي الشيخ رضوان.
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ارتقى 3 شهداء وأصيب آخرون بقصف تجمع سكاني، كما أصيب عدد من المدنيين بينهم أطفال جراء إلقاء طائرة مسيرة إسرائيلية لقنابل على شارع النفق في المدينة، مما يزيد من حصيلة الضحايا في يوم دام جديد في القطاع المحاصر.