أفرجت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأحد 3 آب/ أغسطس، عن الأسيرة الفلسطينية حنين جابر (50 عامًا) والدة الشهيد "أبي شجاع" من مخيم نور شمس شرق طولكرم، بعد قضاء محكوميتها البالغة ثمانية أشهر، رغم التدهور الخطير في حالتها الصحية، واكتشاف إصابتها بمرض سرطان الثدي أثناء فترة اعتقالها.

وجابر، هي والدة الشهيدين محمود ومحمد جابر المعروف بـ"أبو شجاع"، اعتُقلت في 3 كانون/الأول 2024 خلال وجودها في الشارع مع زوجها وأطفالها، دون مراعاة لوضعها الإنساني أو كونها أمًا ثكلى.

واحتُجزت جابر في سجن الدامون سيئ السمعة، حيث تعرضت لإهمال طبي متعمّد أدى إلى فقدانها أكثر من ثمانية كيلوغرامات من وزنها، قبل أن يتم تشخيص إصابتها بالسرطان دون توفير أي رعاية طبية جدّية أو علاج مناسب.

ورغم الحالة الصحية الحرجة التي وصلت إليها، حكمت محكمة الاحتلال على حنين بالسجن الفعلي لثمانية أشهر، مع فرض غرامة مالية قاسية بلغت 8000 شيكل، ما أثار موجة استنكار واسعة من المؤسسات الحقوقية والنسوية، التي اعتبرت ما جرى "نموذجًا صارخًا لانتهاك الاحتلال لأبسط المعايير الإنسانية في التعامل مع الأسيرات المريضات".

ويأتي الإفراج عن جابر في ظل موجة تصعيد متواصلة من الاحتلال تجاه النساء الفلسطينيات، حيث سُجلت نحو 750 حالة اعتقال لنساء منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، ولا تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتُقلن من القطاع ولا يفصح الاحتلال عن عددهن أو مكان وجودهن أو مصيرهن.

وتشير التقارير الحقوقية إلى وجود 48 أسيرة داخل سجون الاحتلال، بينهن أسيرتان من غزة، وطفلتان، وثلاث حوامل، يعانين من ظروف احتجاز صعبة للغاية تشمل الإهمال الطبي، والتعذيب النفسي، وسوء المعاملة، والتفتيش العاري، والعزل، والاعتقال الإداري.

واستشهد المقاوم الفلسطيني قائد كتيبة طولكرم، محمد جابر المعروف بـ "أبي شجاع"، بالإضافة إلى أربعة مقاومين آخرين، صباح 29 آب/أغسطس الماضي خلال اشتباك مسلح في مخيم نور شمس بطولكرم، بعد أن قامت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بمحاصرة أحد المنازل في المخيم.

ويُذكر أن الشهيد "أبا شجاع" ابن الأسيرة المفرج عنها أحد أبرز المقاومين في طولكرم، قد تعرض لملاحقة مستمرة من قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية على حدّ سواء فقد حاولت أجهزة أمن السلطة اعتقاله ما أدى إلى استشهاد رفيقه معتصم العارف، فيما نجا "أبو شجاع" بأعجوبة.

وفي حزيران/يونيو من العام الماضي 2024، حاصرت أجهزة أمن السلطة مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، بعد ورود أنباء عن وجود "أبو شجاع" داخله لتلقي العلاج إثر إصابة بشظايا عبوة كان يُعدّها.

واندلعت اشتباكات مسلّحة داخل المستشفى بين مقاومين وقوات الأمن، انتهت بانسحاب الأخيرة تحت ضغط شعبي واسع، وخروج "أبو شجاع" محمولًا على الأكتاف، وسط هتافات الفخر والصمود.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد