وثقت مستشفيات قطاع غزة أربع حالات وفاة جديدة، بينها لطفلين، خلال 24 ساعة جراء التجويع وسوء التغذية المستمرين بفعل الحصار "الإسرائيلي"، لترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلي" والتجويع إلى 201 منذ بداية الحرب، بينهم 98 طفلًا.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية بأن طفلاً استشهد جراء سقوط صناديق مساعدات أُلقيت جوًا على القطاع المحاصر، في حادثة مأساوية جديدة حيث ذكر مصدر في مجمع ناصر الطبي بخان يونس أن الطفل سعيد كمال أبو يونس قضى نتيجة إلقاء جوي للمساعدات في المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
كما أشار مصدر طبي في المستشفى المعمداني إلى إصابة طفل بجروح خطيرة إثر سقوط صناديق مساعدات على شارع الجلاء غربي مدينة غزة، فيما أكدت مصادر فلسطينية أن مستشفيات القطاع استقبلت منذ يوم أمس تسعة شهداء من طالبي المساعدات الإنسانية.
"أونروا": أربع نقاط توزيع عسكرية لا تكفي
وفي تعليق على الوضع الإنساني، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن الأمم المتحدة وشركاءها كانوا، قبل الحصار والمجاعة، يقدمون الدعم لمليوني شخص في غزة من خلال شبكة توزيع واسعة عبر المجتمع المحلي، إلا أن الوضع تغير جذريًا بعد خمسة أشهر من الحصار، حيث بات الجوع هو القاتل الجديد".
وأوضحت الوكالة أن "أربع نقاط توزيع عسكرية لا يمكن أن تحل محل استجابة إنسانية منسقة"، داعية إلى السماح للأمم المتحدة، بما فيها "أونروا"، وشركائها بالقيام بعملهم.
وفي تصريح آخر، قال المتحدث الإعلامي باسم الوكالة، عدنان أبو حسنة، لقناة الجزيرة مباشر: "من دون الأونروا، لن يكون هناك نظام فعّال لتوزيع المساعداتـ لدينا 13 ألف موظف في غزة، وتمكّنا من إنشاء 400 نقطة توزيع خلال أيام لأننا نملك الخبرات لذلك".
أعلى معدل لسوء التغذية الحاد
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" أن غزة شهدت في تموز/ يوليو الماضي أعلى معدل شهري لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال، حيث سُجلت إصابة نحو 12 ألف طفل دون سن الخامسة، ودعا إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون انقطاع عبر جميع الطرق الممكنة.
مواقع المساعدات تحولت إلى "بؤر للقتل"
أما منظمة أطباء بلا حدود فوصفت مواقع توزيع المساعدات التي تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "بؤر للقتل الممنهج وإهانة للكرامة الإنسانية"، بدلًا من كونها نقاطًا لتقديم العون، مشيرة إلى أنها باتت تمثل "فخ موت".
ودعت المنظمة إلى الوقف الفوري لهذه الآلية في التوزيع، وحثت الدول والجهات المانحة على الامتناع عن تمويلها، مشيرة إلى أنه بين 7 يونيو/حزيران و24 يوليو/تموز الماضيين، استقبل مركزان تابعان لها في جنوب غزة، بالقرب من هذه المواقع، 1380 مصابًا، استشهد منهم 28 شخصًا.
ويعيش سكان قطاع غزة منذ شهور في ظروف إنسانية كارثية، مع تواصل الحصار "الإسرائيلي" الذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، فيما تحذر منظمات الإغاثة بشكل يومي من أن المجاعة قد تحصد المزيد من الأرواح في الأيام المقبلة إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة