شهدت ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية دمشق، مساء أمس الاثنين 11 آب/أغسطس، وقفة تضامنية شارك فيها حشد من الصحفيين السوريين والفلسطينيين، للتنديد بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الصحفيين في قطاع غزة، وآخرها اغتيال طاقم قناة الجزيرة، الصحفي الشهيد أنس الشريف، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والأعراف الدولية الضامنة لحرية العمل الصحفي.

وجاءت الفعالية، التي رفع خلالها المشاركون شعارات التضامن مع الكلمة الحرة والصورة الصادقة التي نقلها الصحفيون الغزيون الذين واجهوا أعتى المخاطر المهنية تحت إجرام الفاشية الصهيونية، للتأكيد على رفض جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الذين يدفعون حياتهم ثمناً للحقيقة، ولإيصال رسالة دعم إلى زملائهم في غزة، حيث تتعرض الصحافة لاستهداف ممنهج منذ بدء العدوان.

رسائل تضامن من الصحفيين المشاركين

بوابة اللاجئين الفلسطينيين واكب الوقفة، وتحدث مع عدد من الصحفيين المشاركين، ومنهم الصحفي يحيى الصفدي الذي قال في حديثه لموقعنا: "رسالتنا للصحفيين في غزة، أنتم أساتذتنا في التضحية والفداء، استمروا وارفعوا صوتكم المزعج للاحتلال. نحن مشاريع صحفيين في غزة، لكن من سوريا نقول: من دمشق.. هنا غزة".

من جهتها، أوضحت الصحفية دارين علي خير من وكالة الأنباء السورية "سانا": "نحن هنا لندين الجرائم الإسرائيلية التي ما زالت ترتكب أمام العالم كله، هذه الإبادة الجماعية المفتوحة على الهواء لم يتمكن أحد في العالم حتى الآن من وقفها".

 وأضافت: "يجب أن تكشف وتوضح، وأن نسجل موقفا في كل دول العالم ضدها، وعلى الاحتلال الإسرائيلي أن يعلم أن هذه جريمة يجب أن تتوقف. هذا أقل ما يمكن أن نفعله، عبر وقفات تضامنية، وإيصال رسالتنا بأننا ضد الجرائم الإسرائيلية والإبادة بحق النساء والأطفال والإنسانية. ونستنكر استهداف الأصوات الحرة التي تظهر الحقيقة".

240 صحفياً وإعلامياً ضحايا الاستهداف المباشر

الصحفي السوري رامي السيد أكد أن الوقفة تأتي لتجديد التضامن مع الصحفيين في غزة الذين يواجهون الموت في سبيل نقل الحقيقة، وقال: "اليوم، وبعد سنتين من الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة، استطاع هؤلاء الشجعان بكاميراتهم وأقلامهم وصورهم نقل الحقيقة للعالم، وكشف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال". 

وأضاف:"هناك 240 صحفياً وعاملاً في المجال الإعلامي في غزة كانوا ضحايا استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، في وقت لم تعد فيه كلمة (صحافة) أو (Press) تعني الحماية، بل جعلت الصحفي هدفاً مباشراً لمحاولات إسكات صوت الحقيقة وصوت الشعب الفلسطيني".

وختم السيد قائلاً: "المجازر في غزة وحرب التجويع التي ينتهجها الاحتلال ما كان للعالم أن يعرفها لولا شجاعة هؤلاء الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً للكلمة. هذه الحقيقة التي وصلت إلى العالم عرّت الكيان الإسرائيلي، وكشفت التخاذل العربي والدولي تجاه القضية الفلسطينية".

صورة واتساب بتاريخ 1447-02-17 في 19.40.50_a74b8ff8.jpg

وشهدت عدة مدن وبلدات سورية، من بينها حماة وإدلب وحمص ودرعا، وقفات مماثلة، حيث شارك صحفيون في درعا جنوبي سوريا أبناء المجتمع المحلي في وقفة حداد على أرواح الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا جراء الجرائم "الإسرائيلية" في قطاع غزة. 

وتأتي هذه الوقفات في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، التي حوّلت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى أهداف عسكرية، في مسعى لإخماد الحقيقة ومنع توثيق جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد