أحيا عشرات الفلسطينيين واللبنانيين اليوم الذكرى الـ49 لمجزرة تل الزعتر، بوقفة شعبية في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، للتنديد بالمجازر الصهيونية وحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك بدعوة من منظمة ثابت لحق العودة، ومؤسسة العودة الفلسطينية، ولجنة العودة واللاجئين في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، تحت شعار: "من تل الزعتر إلى غزة.. ثابتون رغم المجازر".
وشارك في الفعالية حشد من الشخصيات الوطنية، والفعاليات الشعبية، والجمعيات، وأهالي الشهداء.
وافتتح الوقفة مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود، مؤكداً أن المجازر التي ارتكبها الاحتلال في مخيمات لبنان، وصولاً إلى الجرائم المستمرة في غزة والضفة والقدس، هي جزء من مشروع صهيوني يستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس حقوقه في أرضه ومقدساته وحقه في العودة.
وأشار حمود إلى أن ما يجري اليوم في غزة من حرب إبادة وتدمير وحصار وتجويع، يمثل امتداداً لذات النهج الإجرامي، في ظل صمت عربي ودولي "مخزٍ" يشكل عاراً على الإنسانية.
غزة على خطى تل الزعتر
وفي كلمة أخرى، استذكر مدير مؤسسة العودة الفلسطينية ومسؤول لجنة العودة وشؤون اللاجئين في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ياسر علي، وهو من أبناء مخيم تل الزعتر، تفاصيل المجزرة وعدد الشهداء والمفقودين، ونضال المقاومين الذين تصدوا لآلة القتل والتدمير.
ورأى علي أن مشهد الصمود والمقاومة الذي شهده تل الزعتر قبل عقود يتكرر اليوم في غزة، حيث يواجه أهلها القتل الجماعي والتطهير العرقي والتجويع، من دون أن ينكسروا أو يستسلموا، بل يصرّون على المقاومة حتى النصر أو الشهادة.
كما شدد على حق أهالي الشهداء في استعادة جثامينهم ومعرفة مصير المفقودين، مؤكداً أن هذه الحقوق "ثابتة لا تسقط بالتقادم" وتشكل جزءاً من معركة الذاكرة والعدالة.
يُذكر أن مجزرة تل الزعتر عام 1976 كانت من أبشع الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات اليمين اللبناني بحق الفلسطينيين في لبنان، حيث صمد المخيم 52 يومًا تحت حصار وقصف تجاوز 55 ألف قذيفة على مساحة كيلومتر مربع، وانتهت باستشهاد أكثر من 4800 شخص وتهجير نحو 20 ألفًا، فيما لا يزال مصير عدد كبير من المفقودين مجهولًا. وقد أنهت المذبحة وجود المخيم الذي أنشئ عام 1949، وشطب اسمه من الخارطة الجغرافية والديموغرافية للبنان.