يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حملة إبادة على أحياء واسعة من مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون شرقاً، مع حلول صباح اليوم الخميس 14 آب/أغسطس، عبر قصف مدفعي عنيف، حيث دمّر نحو 300 منزل في 3 أيام، ضمن عدوان جديد عقب التصديق على خطة احتلال قطاع غزة بالكامل.
ويعد حي الزيتون أحد أكبر أحياء مدينة غزة، وتلاصق مناطقه الجنوبية وادي غزة، المعروف لدى الاحتلال بمحور "نتساريم"، وهي منطقة تخضع بالكامل للسيطرة "الإسرائيلية" ويمنع الفلسطينيون من دخولها أو الاستقرار فيها، باستثناء السماح المحدود للوصول إليها في إطار ما يسميه الاحتلال "المساعدات الإنسانية الأميركية".
المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، محمود بصل، أكد في تصريح لوكالة الأناضول أن جيش الاحتلال ينفذ منذ أيام عملية عسكرية مركزة داخل الحي، تضمنت قصفاً ونسفاً ممنهجاً للمنازل.
وأوضح بصل أن قوات الاحتلال دمّرت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أكثر من 300 منزل، مستخدمة قنابل شديدة الانفجار تؤدي إلى تدمير محيط الهدف بالكامل، ما أسفر عن مجازر بحق عائلات فلسطينية بعد نسف بيوتها على رؤوس سكانها.
وأشار بصل إلى أن الاستهداف شمل مبانٍ سكنية مأهولة يتجاوز ارتفاعها 5 طوابق، ما تسبب في حالة هلع بين الأهالي ودفع الكثير منهم للنزوح القسري، لا سيما بعد أن سيطر جيش الاحتلال على أجزاء من الحي، خصوصاً في المنطقة الشرقية، التي ضمها إلى ما يسميه "المناطق العازلة" الممتدة لمئات الأمتار داخل أراضي قطاع غزة.
هذا التصعيد جاء بعد مصادقة المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، يوم الجمعة الماضي، على خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
وتشمل الخطة بدء الهجوم على مدينة غزة وتهجير سكانها، الذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، ثم تطويق المدينة وشن عمليات توغل داخل التجمعات السكنية.
ووفق الخطة، تأتي المرحلة الثانية عبر السيطرة على مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي تعرضت بالفعل لتدمير واسع منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ورغم موافقة الكابينت على الخطة، إلا أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أبدى تحفظات، محذراً من أن هذه الخطوة تمثل "فخاً استراتيجياً" قد يعرّض الرهائن "الإسرائيليين" في غزة للخطر.
وسبق أن صدّق هاليفي على "الفكرة المركزية" للخطة العسكرية، بما في ذلك استهداف حي الزيتون الذي بدأ فعلياً منذ الثلاثاء، إلا أن الخلاف مع نتنياهو برز علناً عبر وسائل الإعلام.
بالمقابل، يقترح هاليفي "خطة تطويق" متعددة المحاور في غزة، تهدف إلى ممارسة ضغط عسكري دون التوغل الكامل في المراكز السكانية الكبرى.
يأتي هذا العدوان الكثيف على حي الزيتون بعد يوم دامٍ وثقت فيه المستشفيات استشهاد 100 فلسطيني جراء القصف "الإسرائيلي" على مختلف مناطق القطاع منذ فجر أمس، بينهم 38 من منتظري المساعدات.