ارتكب جيش لاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم الأحد 17 آب/ أغسطس مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين في قصف استهدف مستشفى المعمداني بمدينة غزة ما أدى لارتقاء 7 أشخاص وجرح آخرين في حين تواصلت الغارات على مناطق أخرى في القطاع مستهدفة النازحين ومنازل الفلسطينيين، بينما يجري استهداف طالبي المساعدات في الوقت الذي تصاعدت فيه التحذيرات الأممية من مخاطر المجاعة التي تواجه نحو مليون امرأة.

وأكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة استشهاد 11 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم، بينهم 3 من منتظري المساعدات شمال رفح بينما أطلق جيش الاحتلال قنابل إنارة في أجواء المناطق الغربية من رفح جنوب قطاع غزة.

بينما وثق الدفاع المدني ارتقاء 15 فلسطينياً منذ فجر اليوم الأحد بينهم 7 من الأشخاص الذين جرى تجميعهم قسرا في منطقة الاستهداف، إضافة إلى عدد من الإصابات وأضرار واسعة في المباني والممتلكات.

و أفاد الدفاع المدني في غزة بأن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون بنيران الجيش "الإسرائيلي" بالقرب مما يسمى محور "موراج" جنوب خان يونس جنوبي القطاع، حيث كما شنّ الجيش "الإسرائيلي" عملية تدمير واسعة لمربع سكني قرب دوار الـ17 في منطقة البطن السمين.

ووسط القطاع استشهد شاب إثر قصف من مسيّرة "إسرائيلية" استهدف مجموعة من الفلسطينيين في منطقة البصة غربي دير البلح كما أكد الدفاع المدني استشهاد فلسطيني بنيران الجيش "الإسرائيلي" بالقرب مما يسمى محور "نتساريم" وسط قطاع غزة

وفي مدينة غزة، يواصل الاحتلال توغله في المناطق الجنوبية الشرقية وسط ترقب لمصادقة الاحتلال على خطط احتلال كامل المدينة بحسب ما ذكرت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" والتي قالت: إن"رئيس الأركان، إيال زامير، سيعقد اليوم الأحد اجتماعا موسعًا في قيادة المنطقة الجنوبية، لمراجعة والتصديق على خطط احتلال مدينة غزة".

بدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال تقوم منذ 11 أغسطس/آب (الجاري) بتسوية حي الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة، بالأرض مشيراً إلى تدمير الاحتلال نحو 400 منزل في الحي بتفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات.

وأوضح المرصد الحقوقي أن الاحتلال يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى بمحافظات رفح وخان يونس وشمال القطاع، لافتاً إلى استخدامه طائرات مسيرة لحصار المربعات السكنية بحي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح.

وذكر الأورومتوسطي أن الهجوم على الحي يأتي ضمن خطة "إسرائيلية" معلنة لفرض السيطرة الكاملة على مدينة غزة وتهجير سكانها إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع، فيما حذر من أن استكمال الاحتلال عدوانه على محافظة غزة ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين.

المجاعة متصاعدة 

ومع استمرار العدوان "الإسرائيلي" والحصار الخانق على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن تسجيل 11 وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا التجويع إلى 251 شهيدًا، بينهم 108 أطفال.

وقال رئيس مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، الدكتور أحمد الفرا: إن المستشفى استقبل في يوم واحد فقط 35 حالة سوء تغذية شديدة، ونحو 70 حالة خلال أسبوع واحد، محذرًا من ارتفاع متزايد في أعداد الوفيات في ظل شح الأدوية، وفقدان حليب الأطفال، ونفاد المواد الغذائية الأساسية.

بدورها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن الجوع ينتشر بسرعة هائلة في القطاع، مؤكدة أن نحو مليون امرأة وفتاة يواجهن خطر المجاعة الجماعية، حيث تضطر كثيرات منهن إلى اتباع استراتيجيات بقاء محفوفة بالمخاطر كالبحث عن الطعام والماء، ما يعرض حياتهن لخطر الموت.

من جهته، دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة على نطاق واسع ودون قيود، والوقف الفوري للهجمات "الإسرائيلية" على الفلسطينيين الذين يؤمّنون قوافل المساعدات.

وأكد المكتب أنه وثّق 11 هجومًا منذ بداية الشهر الجاري على هذه القوافل، مشيرًا إلى أن 1,670 فلسطينيًا قُتلوا بالرصاص بين 27 مايو/أيار و13 آب/أغسطس الجاري أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات وطالب المكتب الأممي بتحقيق عاجل ومستقل في جميع هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي بيان آخر، شددت "أونروا" على أن من أبرز أسباب المجاعة في غزة هو محاولات الاستعاضة عن نظام المساعدات الأممي بمؤسسة محلية ذات دوافع سياسية في إشارة إلى ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، لافتة إلى أن النظام الإسرائيلي–الأميركي للمساعدات في غزة ينزع الإنسانية ويجلب الفوضى والموت.

ودعت الوكالة إلى العودة لنظام موحد لتنسيق وتوزيع المساعدات في غزة بقيادة الأمم المتحدة، وعلى أساس القانون الإنساني الدولي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد