تواصل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" سياسة الانتقام والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين، في مشهد يعكس تصعيدًا غير مسبوق في الممارسات القمعية والانتهاكات الممنهجة. ففي خطوة انتقامية، أصدر وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" المتطرف إيتمار بن غفير تعليماته بطباعة صور الدمار الذي خلّفته الحرب على غزة وتعليقها على جدران السجون، لإجبار الأسرى على مشاهدتها يوميًا أثناء خروجهم إلى ساحة السجن.
وذكرت القناة 12 العبرية أن بن غفير أقدم على إجراء جديد بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونشرت مقطع فيديو له واقفًا بجانب صور للدمار في قطاع غزة، بعد أن أمر بطباعتها وتعليقها على جدران السجون، ليشاهدها الأسرى في أثناء خروجهم من الزنازين إلى الساحات.
في الوقت نفسه، أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إحاطة جديدة حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها معتقلو غزة داخل سجون ومعسكرات الاحتلال، بعد نحو عامين على بدء حرب الإبادة المستمرة، مؤكدين أن الشهادات المتدفقة من داخل السجون هي الأشد قسوة وفظاعة.
وكشفت الإفادات التي حصل عليها خلال زيارات نفذت بين نهاية تموز/ يوليو ومنتصف آب/ أغسطس إلى سجن "الرملة" (قسم ركيفت) ومعسكر "سديه تيمان"، عن جرائم تعذيب وانتهاكات مروعة بحق المعتقلين. حيث يخضع الأسرى لعزل كامل وحرمان من رؤية الشمس، ولا يسمح لهم بالخروج إلى الساحة إلا يومًا بعد يوم ولمدة لا تتجاوز 20 دقيقة، وهم مكبلو الأيدي ورؤوسهم منحنية للأسفل. أما داخل الزنازين، فيجبرون على الجلوس طوال النهار على الحديد بعد أن تسحب منهم الفرشات صباحًا، ولا تُعاد إلا مساءً.
وإلى جانب ذلك، يتعمد السجانون إذلالهم عبر الشتائم والإجبار على سبّ أمهاتهم وعائلاتهم، وسط تهديد مستمر وإرهاب نفسي متواصل. وخلال الزيارات الأخيرة، خرج بعض الأسرى في حالة انهيار نفسي يجهشون بالبكاء، فيما ظهرت على آخرين آثار الضرب والقيود بشكل واضح، ما يعكس حجم الرعب والخوف المسيطر عليهم داخل السجون.
وأكدت المؤسسات الحقوقية أن هذه الممارسات تمثل جريمة منظمة وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من الجحيم اليومي الذي يواجهونه داخل سجون الاحتلال.