تضاربت الأنباء، صباح اليوم الثلاثاء 26 آب/أغسطس، بشأن تسليم دفعة جديدة من السلاح في مخيم الرشيدية جنوبي مدينة صور، وسط نفي رسمي من قيادة الأمن الوطني الفلسطيني، يقابله تأكيد من مصادر خاصة في حركة "فتح".
وأوردت صحيفة "الأخبار" اللبنانية خبراً مفاده أن الجيش اللبناني تسلّم فجر اليوم شحنة سلاح جمعتها قوات الأمن الوطني الفلسطيني من مخيمَي البرج الشمالي والبص. وأشارت الجريدة إلى أن "عملية تسليم الأسلحة تأتي في إطار اتفاق الحكومة اللبنانية وسلطة محمود عباس على نزع سلاح المخيمات".
كما نقلت بعض وسائل الإعلام والمجموعات الإخبارية أن حركة "فتح" والأمن الوطني الفلسطيني سلّما شحنة من السلاح عند حدود الثالثة فجراً، بعيداً عن الإعلام والأهالي. غير أن مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صور، سمير الحلاق، نفى ذلك جملة وتفصيلاً لمراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال الحلاق: "إن حدث ذلك فلن نخجل أو نستحي من قول ذلك عبر بيان نؤكد فيه أننا سلّمنا السلاح، ولكن ذلك لم يحصل، ونحن بانتظار تعليمات القيادات العليا بهذا الشأن".
وأضاف: "يحاول بعض الإعلاميين تعبئة الصحف والجرائد بأخبار مغلوطة عارية تماماً من الصحة. أطالبهم بالهدوء وتوخّي الحذر في نقل الأخبار التي تثير البلبلة والفوضى بين أوساط اللاجئين، فالخبر الحقيقي ستأخذونه منا مباشرة، ونحن من سيصدر بياناً يؤكّد ذلك دون خوف أو تردّد".
وأكد أن ما تردد عن استقالة الضابط معين الأشقر، مسؤول التسلح في الأمن الوطني، غير صحيح، موضحاً: "لم نتبلغ بأي استقالة، والضابط أصدر بياناً شرح فيه الموقف".
في المقابل، أكّد مصدر خاص في حركة "فتح" لموقعنا، فضّل عدم ذكر اسمه، أن عملية تسليم السلاح قد جرت بالفعل ليلاً عند حدود الثالثة فجراً في المخيم، موضحاً أن السبب في اعتماد هذا التوقيت يعود إلى "التضخيم والضجة الإعلامية التي رافقت عملية تسليم دفعة من السلاح في مخيم برج البراجنة، لذلك قررت الحركة والأمن الوطني تسليم دفعة جديدة ليلاً لتجنّب الشوشرة والتضخيم الإعلامي كما حصل في بيروت".
وأضاف المصدر أن "طبيعة المخيم الحساسة فرضت التعامل مع الموضوع بهدوء وبعيداً عن الضوضاء والفوضى، خاصة بعد تصريحات جون بارك اليوم من بعبدا التي كانت بسقف عالٍ جداً. لا يمكننا أن نسبح عكس التيار، وعلينا مجاراته. فإذا تكلمنا بالعاطفة فلن نسلّم السلاح، أما إذا تحدثنا بالسياسة فهذا هو الصحيح. نحن في النهاية ضيوف، والضيف يُطلب منه أن يسلّم سلاحه تحت ضغط أميركي لبناني شديد"، على حد قوله.
وفي سياق متصل، أصدر القيادي في حركة "فتح"، معين الأشقر (أبو علاء)، بياناً نفى فيه صحة ما تم تداوله عن استقالته من مهامه. وقال: "الحقيقة أنني تقدمت بطلب لإعفائي من مهامي منذ فترة وجيزة بسبب وضعي الصحي، ولا علاقة لذلك بأي موقف سياسي أو خلاف مزعوم. إنني أنفي بشكل قاطع هذه الأخبار المفبركة، وأؤكد التزامي الكامل بقرارات القيادة الفلسطينية الشرعية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وبما يحفظ أمن واستقرار شعبنا الفلسطيني ومخيماتنا في لبنان".
وبين النفي الرسمي والتأكيد من مصادر داخلية في الحركة، يبقى ملف تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان موضع جدل وانقسام، وسط ترقب لخطوات قادمة أو بيانات رسمية تحسم حقيقة ما جرى في مخيم الرشيدية.
موضوع ذو صلة: فصائل فلسطينية لـ"بوابة اللاجئين": ما يجري في ملف السلاح "مسرحية ورسائل سياسية"