تدخل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ691، مع تصاعد استهداف جيش الاحتلال للفلسطينيين وهم نيام داخل خيام النزوح، إلى جانب مواصلة قتل طالبي المساعدات في أماكن عدة بالقطاع، مع تواصل القصف المدفعي للمنازل بالتوازي مع الغارات الجوية في ظل المأساة الإنسانية التي يعاني منها السكان المجوعون وارتقاء المزيد من ضحايا سوء التغذية.
وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة باستشهاد 33 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء منذ فجر اليوم الأربعاء 27 آب/ أغسطس، نتيجة الغارات الجوية والمدفعية المستمرة، مع استمرار عمليات تدمير المنازل واستهداف خيام النازحين
وتركزت الغارات "الإسرائيلية" في الساعات الأخيرة على خيام النازجين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف مسيرة خيمة نازحين بمنطقة أصداء فيما جرح آخرين.
وكذلك استشهدت فلسطينيتين وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مخيم القادسية غربي مدينة خان يونس.
وبحسب الدفاع المدني فقد ارتقى عدد من الشهداء وجرح آخرين من منتظري المساعدات قرب مركز الطينة جنوب غربي مدينة خان يونس، نتيجة إطلاق النار المباشر من قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، وعرف من بين الشهداء كان العداء الفلسطيني الدولي علام عبد الله.
في جنوب القطاع أيضا، استهدف الاحتلال عبر القصف المدفعي جنوب مواصي مدينة رفح، في ظل تواجد عدد كبير من النازحين في المنطقة، بحسب مصادر فلسطينية.
وبمدينة غزة، أفاد الإسعاف والطوارئ بغزة بإصابة عدة أشخاص إثر قصف لمسيرة "إسرائيلية" على خيمة نازحين بحي الشيخ رضوان شمالي المدينة.
وأيضاً أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء، باستشهاد شخصين، وإصابة آخرين في قصف مدفعي "إسرائيلي" لمنزل في حي الدرج بمدينة غزة.
ويأتي ذلك فيما يتواصل قصف الاحتلال المدفعي صوب الأحياء الجنوبية لجباليا النزلة شمال غزة.
ووسط قطاع غزة، أغار جيش الاحتلال على أرض زراعية في منطقة السوارحة غربي مخيم النصيرات، فيما استشهد اثنان جنوب وادي غزة في "نتساريم" حيث أماكن توزيع المساعدات.
وإلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تسجيل 10 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم طفلان، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لشهداء المجاعة إلى 313 شهيدًا، من بينهم 119 طفلًا.
وأعرب المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية عن حزنه العميق إزاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، قائلا إن: "القلوب تنفطر أمام هذه المأساة"، مؤكدًا أن المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع غير كافية مطلقًا.
ودعا المسؤول الأممي إلى زيادة حجم المساعدات وفتح المعابر بشكل فوري لضمان وصولها إلى جميع المحتاجين، وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق عاجل لوقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين ووضع حد للنزيف المستمر.
وفي السياق، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" حاول تبرير جريمته الأخيرة بحق مجمع ناصر الطبي برواية كاذبة، زاعمًا أن الغارة استهدفت كاميرا مراقبة قرب المجمع، ليتضح لاحقًا أنها تعود لمصور وكالة "رويترز".
وأوضح أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر الطواقم الطبية والصحفية والدفاع المدني الذين هرعوا لإنقاذ الجرحى عقب الضربة الأولى، مما أسفر عن مجزرة مروعة.
وأكد المكتب أن الاحتلال نشر قائمة تضم 6 شهداء وادعى أنهم "مخربون"، بينما بعضهم استشهد خارج المجمع، في حين أن من كانوا على درج المستشفى لحظة القصف معروفون بالاسم والمهنة، وليس لهم أي علاقة بالادعاءات "الإسرائيلية"، بينهم صحفيون ومسعفون.
من جانبها، اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن استهداف المنشآت الطبية في قطاع غزة أمر غير مقبول، محذرة من التداعيات الكارثية لتدمير المرافق الصحية التي تُعد الملاذ الأخير للمرضى والجرحى وسط حرب الإبادة المستمرة.
وجاء بيان اللجنة تعقيبًا على المجزرة التي ارتكبها الجيش "الإسرائيلي"، الإثنين الماضي، عندما شن غارتين متتاليتين على مجمع ناصر الطبي، آخر المستشفيات الرئيسية العاملة في جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 22 مدنيًا، بينهم صحفيون وأطباء وأفراد من الدفاع المدني.
وتتواصل التحذيرات المحلية والدولية من أن استمرار سياسة التجويع واستهداف المرافق الصحية ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، في وقت يُحرم فيه السكان من أبسط مقومات الحياة، بينما يواجه آلاف الأطفال خطر الموت جوعًا ومرضًا في ظل غياب أي أفق لوقف العدوان.