أصيب فلسطينيان برصاص الاحتلال وعشرات آخرون بالاختناق جراء الاقتحام "الإسرائيلي" المتواصل للبلدة القديمة بمدينة نابلس والذي تخلله إخلاء عدداً من منازل الفلسطينيين، وذلك تزامناً مع سلسلة من الاقتحامات، صباح اليوم الأربعاء 27 آب/ أغسطس، طالت مدناً أخرى واعتقل خلالها العشرات من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون إلى جانب عمليات هدم وإخطارات.
ومنذ ما يزيد عن 9 ساعات تشهد البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية اقتحاماً "اسرائيلياً" وحصاراً فرضه جنود الاحتلال على البلدة وسكانها وسط إخلاء عدد من منازل الفلسطينيين عقب طرد ساكنيها.
وفي تلك الأثناء، أفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في مدينة نابلس خلال اقتحامها المتواصل للمدينة مؤكدة تعرض عدد من الصحفيين للاختناق إثر استهدافهم بقنابل الغاز.
فيما أفاد الهلال الأحمر بإصابة 25 فلسطينيا إثر إطلاق الاحتلال قنابل الغاز السام كما أصيب اثنين آخرين برصاص قوات الاحتلال بينهم من جرى ملاحقته واعتقاله بحسب مصادر طبية.
وأفادت مصادر محلية لوكالة "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة بعشرات الآليات العسكرية، وتمركزت في وسطها، وفرضت حصارا على بلدتها القديمة، وشرعت بمداهمة منازل الفلسطينيين داخلها، وأجبرت عائلاتٍ عدة على إخلاء منازلها في حي القصبة، وأبلغتهم بالعودة عصرا.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال انتشرت في أحياء المدينة، ونشرت القناصة في منطقة شارع سفيان وميدان الشهداء وسط المدينة، كما اقتحمت عدة محال تجارية في منطقة رأس العين.
وفي تلك الأثناء، وزعت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر من 20 إخطارا بهدم غرف زراعية في بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وسط توقعات بارتفاع العدد في الأيام المقبلة.
وفي مدينة بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين، بينهم أربعة من بلدة تقوع هم: ثابت أشرف العمور (21 عاما)، سفيان عودة العمور (32 عاما)، أحمد يوسف العمور (22 عاما)، ومحيي أحمد العمور، إضافة إلى خليل عبد الرحمن أبو سرور (32 عاما) من مخيم عايدة، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها.
كما جرى اعتقال الأسير المحرر خالد الصيفي من مخيم الدهيشة للاجئين في الوقت الذي سلمت فيه سلطات الاحتلال إخطارات بهدم محلات ومنشآت تجارية على المدخل الغربي لقرية حوسان غرب بيت لحم، شملت بقالة ومتجر مواد بناء ومغسلتين للسيارات.
بينما في مدينتي طوباس وسلفيت اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي طمون واليَامون، واعتقلت الشاب قسام عبد الله يوسف الديك من كفر الديك بمحافظة سلفيت، كما احتجزت صاحب مركبة بعد اصطدامها بحاجز عسكري في دير بلوط.
وفي مدينة الخليل اعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين بعد اقتحام منازلهم وهم: الشقيقان باسم وعمر حسين مخامرة من بلدة يطا، وبلال رامي أبو عياش (22 عاما) وباسل رائد بريغيث (18 عاما) من بيت أمر.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات تفوح وصوريف وبيت أمر، وفتشت المنازل واعتدت على الأهالي، ونصبت حواجز عسكرية وأغلقت الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية.
وشهدت مدينة القدس المحتلة هدم قوات الاحتلال غرفة زراعية، وتجريف أرض مزروعة، كما اقتلعت أشجار زيتون في بلدة العيساوية، وأجبرت الفلسطيني طاهر درباس على هدم منزله بذريعة البناء دون ترخيص.
وكذلك في الأغوار الشمالية هدمت قوات الاحتلال خيمة للفلسطيني قدري دراغمة في عين الحلوة واحتجزته، بينما سرق مستوطنون خيمة أخرى تعود لعائلة محمد دراغمة في الفارسية، في إطار سياسة الضغط لدفع السكان إلى الرحيل.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد وثق ارتقاء 982 فلسطينيا بالضفة على يد الاحتلال والمستوطنين، مشيراً إلى أن أكثر من 42 ألفا شردوا إثر هدم المنازل وهجمات المستوطنين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يأتي ذلك فيما واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المدينة ومخيمها لليوم الـ220 على التوالي، حيث اقتحمت بلدة اليامون، وداهمت منازل وحطمت محتوياتها، فيما سُمعت انفجارات داخل المخيم ناجمة عن تدريبات عسكرية.
وأسفر العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي عن استشهاد 45 فلسطينا وإصابة العشرات، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل.